الاعتراض الأول: أوجه الشبه بين الأجناس المتقاربة
يؤكد "الداروينيون" أنّ لو نظمنا الأجناس الحيوانية الحالية بحسب أوجه شبهها، لسجلنا اختلافاتٍ طفيفةٍ بينها ولاحظنا تحولها وتطورها من نوعٍ إلى آخر. ومن الملاحظ أنّ مجلة المشرق لا تقول شيئاً، هنا، حول تأكيد داروين الذي يقول أنّ "الأجناس الوسيطة" لا بقاء لها
جوابالمشرق : لا يمكننا أن ننكر التماثل البديهي بين المجموعات داخل النوع نفسه. وفي الواقع، لربما استنتج المراقب من دون شك نوعاً من التقدم المعتدل، كما يفعل بعض العلماء الذين يرفضون النظرية الداروينية حول الانتفاء الطبيعي والتكيف الحياتي وتحدر الإنسان من الحيوان. ولكنّ هذا التطور لم تثبته الاكتشافات القديمة على الرغم من المدى الذي تتخذه الأجيال.
ووجد علماء الجيولوجيا في التربة نفسها خليطاً من عظام كلبٍ وذئبٍ وابن آوى، منذ الحقبة الأولى التي شهدت على وجود هذه الأنواع المتشابهة، من دون أن يتمكنوا من إثبات مصدر الواحد من الآخر أو تحولها. ولا يكف إذاً، من أجل تفسير التطورية، تقرير تشابه الأنواع بحسب شكلها الخارجي أو أعضائها الداخلية التي يكشف عنها التشريح. زد على ذلك أنَ من الضروري أن نأخذ بالاعتبار تصرفاتها وعاداتها والغرائز الخاصة بها. والحال أنّ الداروينيين، بعد أن بنوا نظريتهم على المراقبة البسيطة للأنواع المعروضة في المتاحف قد وقعوا في الخطأ. في الواقع، من الخطأ أن لا نميز داخل فصيلة الدببة مثلاً، بين آكل اللحوم وآكل الأعشاب، وداخل فصيلة القوارض بين الفأرة والجرذ اللذين يتلفان الحقول بينما الزبابة هي آكلة الحشرات. وبالإضافة إلى ذلك، ينبغي لقوانين التطور الدارويني أن تكون قابلة للتطبيق لنوع اللافقاريات، وخصوصاً الحشرات التي تتمتع كل واحدةٍ منها بسلوكٍ إنجابي وغذائي خاص، كاليرقات التي تتحول إلى فراشاتٍ والنحل والذباب والفراشات العادية، في الوقت الذي لا يستطيع أحد أن يقول متى تمَ التحول المولد لأجناسٍ أخرى. ونستنتج من ذلك أنّ دراسة الحيوانات هي عالمٌ جديدٌ لم يدقق فيه داروين بشكلٍ كافٍ. ولولا ذلك، لاعترف بخطأ مذهبه.