الاعتراض الثاني : الضرورة تولّد العضو المحرك
يؤكد "الداروينيون" أنهم أثبتوا أنّ بعض أعضاء الثدييات والزواحف والطيور تضعف وتضمر لقلة الاستعمال، وأنّ غيرها يصبح أكثر قوةً بفعل الحركة، مثبتين هكذا أنّ الضرورة تولّد العضو. ومن الملاحظ أنّ مجلة المشرق تستعمل هنا كلاماً يعود إلى اللامركية وليس إلى الداروينية.
جواب المشرق : لا يمكن لأحدٍ أن ينكر تزايد قوة العضو النشط وتضاعف العضو غير المستخدم. فحاسة السمع عند الأعمى والتوازن عند البهلوان الذي يسير على سلكٍ معدني هي متطورة حتماً. ولكن من العبث القول، كما يفعل الداروينيون، أنّ الطيور الداجنة لا تستطيع أن تطير لأنها لم تستخدم أجنحتها. وعلينا أن نرتكز خصوصاً على استحالة تعميم أنواع التطور البيولوجي: فإذا تمكنت البوم من الحصول على عيونٍ أكبر كي ترى بشكلٍ أفضل في أثناء الليل كما يزعم الداروينيون، لم يستطع الإنسان الذي هو أيضاً بحاجةٍ إلى تحسين رؤيته الليلية فعل الشيء نفسه. ويُعاب خصوصاً على مذهبهم أنه لم يفسر ما إذا كانت التغيرات البيولوجية هي نتيجة صدفةٍ أو تطورٍ نتج بغض النظر عن إرادة إلهٍ سرمدي.