العلوم والأديان في القرنين التاسع عشر والعشرين

المدافعة عن "عجائب القرآن العلميّة

كيف عالجَ المفكّرون المسلمون ما يسمّونه أحجيّة "المعجزات" في القرآن، وما هي العلاقة الّتي يثبتونها بين العلم والمعجزة؟ وتلك هي الإشكاليّة الّتي عالجهاهارون يحيى[1] في دفاعِهِ عن « الخلقيّة » وكذلِكزغلول النجّار[2] . و" القرآن الكريم" أعظم "معجزة" أعطيت النبيُ محمّد إيّاها، وهذا النصّ الّذي يُعتبَرُ دليلًا لا يمكن تقليدُهُ يشفي القلوبَ ويطمئنها و « "يغذّي النفوس" » بشكلٍ أبديّ. ويتّفق الاثنان على القول إنّ القرآن، من دون أن يكون كتابًا علميًّا، يحتوي على وقائع عديدة وافق عليها وأظهرها العلماء الغربيّون، بعد قرونٍ من كتابتها.

وتفكيرهم هو الآتي: بسبب وضع العلمِ في العصر الّذي انتشر فيه الكتاب الّذي اعتبرَ مقدّسًا ومنزلًا بين النّاس، ولم يكن من الممكن ذكرُ الوقائع الّتي لم تكن قد تمّ اكتشافها والتأكّد منها إلّا بعد ذلك بوقتٍ كبير، بفضل معدّاتٍ متقدّمة وطرق علميّة ممتازة للغاية. وبالتّالي، يستنتجُ هؤلاء المفكّرون أنّ الإسلام هو أفضل مشجّع للعلوم وانتشار المعارف، وأنّ القرآن هو كلام الّله المنزل على النبيِّ محمّد.

  1. هارون يحيى

    (ولد سنة 1956) عدنان أوكطار كاتبٌ تركيّ معروف باسم هارون يحيى. تلقّى ثقافة إسلاميّة واهتمّ بشكلٍ خاصّ بكتابات العالِم الكرديّ سعيد النورسيّ، وهو كاتب تفسير قرآنيّ. دخل إلى جامعة معمار سنان في اسطنبول سنة 1979 واجتمع بطلّابٍ آخرين للصلاةِ من جهةٍ وللتنديد بالماديّة الّتي عبّر عنها من خلال الماركسيّة ومن خلال الداروينيّة، من جهةٍ أخرى. وفي سنة 1986، التحق بقسم الفلسفة في جامعة اسطنبول. وبعد سنواتٍ قليلة نشر كتاباً بعنوان"اليهوديّة والماسونيّة" اندرج في الأطروحات التآمريّة، وهنا يرتكز على الأوساط الجامعيّة والإعلاميّة. أنشأ مؤسّسة الأبحاث العلميّة (BAV) وفي سنة 1995 أنشأ مؤسّسة لحماية القيم الوطنيّة (MDVK). وأكسبه نضاله ضد الداروينية جمهورًا عالميًّا بعد أن وزّع آلاف النسخ من كتاب "أطلس الخلق" الّذي نُشِرَ بلغّاتٍ عديدة. وعلى الرغم من أنّهُ تمّ الدفاع عن هذا الكتاب في البلدان ذات الأغلبيّة المسلمة، إلّا أنّ لجنة العلوم والتعليم للجمعيّة البرلمانيّة لأوروبا انتقدتهُ.

  2. زغلول النجّار

    ((ولِدَ سنة 1933) جيولوجيّ مصريّ، حاز على شهادة من جامعة القاهرة ومن جامعة ويلز (المملكة المتّحدة). وهو عضوٌ في كلٍّ من جمعيّة الجيولوجيا في لندن وفي مصر، تخلّى عن الوظيفة الأكاديميّة لكيّ يترأسّ الّلجنة العلميّة لمفاهيم القرآن وِسْطَ المجلس الأعلى للشؤون الإسلاميّة في مصر. وفي سنة 1989، أسّس الهيئة العالميّة للإعجاز العلميّ في القرآن والسنّة. ويؤكّد أنّ "الآيات القرآنيّة الّتي تخبر عن الكون ومكوّناته تتخطّى ]...[ خُمس القرآن". زغلول النجّار هو كاتب لأكثرِ من أربعينَ كتابًا نشر بلغاتٍ عدّة من ضمنها "the geological concept of mountains in quran" (أيّالمفهوم العلميّ للجبال في القرآن) سنة 2003.

السابقالسابقالتالي التالي 
استقبالاستقبالطبع طبع  الحسّان بينابو ، جامعة ابن زهر، أكادير (المغرب) تم إنجازه بسيناري Scenari (نافذة جديدة)