المدافعة عن "عجائب القرآن العلميّة
كيف عالجَ المفكّرون المسلمون ما يسمّونه أحجيّة "المعجزات" في القرآن، وما هي العلاقة الّتي يثبتونها بين العلم والمعجزة؟ وتلك هي الإشكاليّة الّتي عالجهاهارون يحيى[1] في دفاعِهِ عن « الخلقيّة »
وكذلِكزغلول النجّار[2] . و" القرآن الكريم" أعظم "معجزة" أعطيت النبيُ محمّد إيّاها، وهذا النصّ الّذي يُعتبَرُ دليلًا لا يمكن تقليدُهُ يشفي القلوبَ ويطمئنها و « "يغذّي النفوس" »
بشكلٍ أبديّ. ويتّفق الاثنان على القول إنّ القرآن، من دون أن يكون كتابًا علميًّا، يحتوي على وقائع عديدة وافق عليها وأظهرها العلماء الغربيّون، بعد قرونٍ من كتابتها.
وتفكيرهم هو الآتي: بسبب وضع العلمِ في العصر الّذي انتشر فيه الكتاب الّذي اعتبرَ مقدّسًا ومنزلًا بين النّاس، ولم يكن من الممكن ذكرُ الوقائع الّتي لم تكن قد تمّ اكتشافها والتأكّد منها إلّا بعد ذلك بوقتٍ كبير، بفضل معدّاتٍ متقدّمة وطرق علميّة ممتازة للغاية. وبالتّالي، يستنتجُ هؤلاء المفكّرون أنّ الإسلام هو أفضل مشجّع للعلوم وانتشار المعارف، وأنّ القرآن هو كلام الّله المنزل على النبيِّ محمّد.