نصر حامد أبو زيد: لفهمٍ جديد للتفسير والتأويل
ويشدّد نصر حامد أبو زيد، من جهته، على مفهوم "المصادر" والعوامل الّتي قد ساهمت في تطويرها على مرّ العصور. ويصرُّ على أنّ فهم خلاصة الحضارة العربيّة – الإسلاميّة ومكوّناتها تساعِدُ في تخطّي التباهِ بالأمجاد المزيّفة والتبجّح في الإنجازات الّتي لم يعد المعاصرون يحققونها. وينبغي الإقلاع عن أيِّ موقفٍ دفاعيٍّ. ويرتكِزُ المنطق الّذي سعى إليه ابو زيد على مبدأ التضمين. وبحسبِ هذه المقاربة، يصبِحُ البحث عن الحقيقة متابعة لحقائق ثقافيّة متعدّدة وليس البحث عن حقيقة مطلقة يقدّمها النصّ المقدّس. ويسعى إلى إعادة إبراز قيمة تحسين مصطلح "التأويل" الّذي كان في الماضي المصطلح الأكثر شيوعًا لمقاربة معنى النصّ القرآنيّ، بينما كان مصطلح "التفسير" أقلّ شيوعًا. ويعرِفُ أنّ عليه هكذا أن يعيد إليه معناه المحايد وأن يخلّصه من المعنى السلبيّ الّذي اقترن به من جرّاء نزاعاتٍ سياسيّة وإيديولوجيّة.