مقدمة
كان المغرب الأقصى مكانا لتأسيس كيانات شبه-دولة أو دولة في العصر الوسيط، الموافق للقرون الهجرية الأولى. إن مصطلح "دولة" الذي ترجم ب (état)، يعني "سلالة". وتعاقبت أُسَر مختلفة على حكم المغرب وهي: الأدارسة والإمارات المستقلة والمرابطون والموحدون . وهذه التعددية لا يجب أن تخفي شيئا يعد من الثوابت : أهمية القاعدة المذهبية الإسلامية. تتعد النقاشات المذهبية بين مختلف الفرق الإسلامية من جهة، وداخل المدارس السنية من جهة أخرى ، انطلاقا من الفترة التي استقرت فيها بطريقة راسخة. عند وصول الموحدين أصبح المعيار الديني حاسما. يحدد تجربة تطبيقية للسلطة التي نظر لها أحد أكبر المفكرين المسلمين في تلك الفترة : ابن تومرت[1]. إلا أن هذا الأخير قام بتجريد خصومه من المبررات الدينية.