مارتن لوثر، كتاب في الحرية المسيحية، أعمال

“إنها لنعمة غير موصوفة وهي تنتمي إلى الإيمان: إنها توحّد النفس بالمسيح تمامًأ كما هي حالة العروس التي تكون واحدة
مع عريسها. بهذا السرّ، يقول الرسول، المسيح والنفس يكونان جسدًا واحدًا )أفسس 5 ، 30 (. جسد واحد: إذا كان هذا هو
الوضع، فإن الأمر فيما بينهما لشبيه بالزواج ]…[ يستتبع ذلك أن كل ما هو لنا أصبح ملكًا مشتركًا، أكان خيرًا أم شرًا.
وعليه، كل ما يملكه المسيح، يمكن للنفس المؤمنة أن تكتسبه وتتمجد به كما لو أنه ملكها الخاص، وكل ما هو للنفس، يأخذه
المسيح ويجعله له. إن المقارنة هنا، هي اكتشاف لما لا هو غير موصوف. إن المسيح هو ملئ النعمة، والحياة والخلاص؛
إن النفس لا تمتلك إلا خطاياها، الموت والإدانة. وعندما يتدخل الإيمان، أنظروا، المسيح سيأخذ على عاتقه هذه الخطايا،
والموت والجحيم؛ أما النفس فستُعطى النعمة، الحياة والخلاص. ]…[
من يمكنه إذن أن يكوّن فكرة تستحق هذا الزواج الملكي؟ ومن يمكنه أن يعتنق هذا الغنى المجيد لنعمة كهذه؟ ها إن، غني
وقديس، المسيح، العريس الذي يتخذ هذه العاهر الضعيفة والفقيرة والخاطئة زوجة له؛ وهو يقوم بشرائها من كل شرورها،
ويشاركها بكل حسناته. ليس من المعقول أن تخسر نفسها بسبب خطاياها، لأنها ترتكز على المسيح الذي يأخذها كلها. أما
بالنسبة لها، فهي تمتلك بالمسيح العدالة التي ستحتفظ بها على أنها خاصة بها، وهي ستكون مقابل كل خطاياها وبها ستواجه
بكل طمأنينة الموت والجحيم قائلة: “إذا كنت أنا خاطئة، فإن مسيحي لم يخطئ؛ أنا به أؤمن، كل ما هو له هو لي وكل ما هو
لي هو له” بحسب نشيد الأناشيد: “حبيبي لي وأنا لحبيبي” )نشيد الأناشيد 2 ، 16 .