صفحة الاستقبال
Dernier module :
2017-2018 : مقدمة في الأديان والحركات الصوفيَّة
Lire La Suite…
من دون شك، إنّ التجربة الصوفيّة في الدين ليست ظاهرة سهلة الالتقاط. بعيدًا عن أن تكون ثمرة التجريد الثقافي، تعدّ هذه الظاهرة مسيرة، غالبًا ما تكون شخصية، حيث التعبير عنها، حين لا تكون مخفية بكل بساطة، يستعمل ويستغل رموزًا خاصة بلغة شعرية التي تستتبع العديد من الصعوبات الهيرمينوطيقية المهمّة.
خلال القرون السابقة، وأيضًا إبان المرحلة المعاصرة، العديد من المسؤولين الروحيين والسياسيين برروا الأفعال العنفية بأنها تعود للأمر الإلهي. بخلاف ذلك، البعض الآخر من السلطات الدينية قامت بالتحرّك من أجل تأطير أو الحدّ او إلغاء العنف. من اجل ان نفهم الطريقة التي تعمل فيها دينامية جدلية السلم/الحرب التي شغلت بال الأديان، من الضروري أن نؤرّخ لهذه الظاهرة من خلال التمييز بين النصوص المرجعية وتأويلاتها، والإطار التي حصلت فيه المراحل الصراعية او تلك السلمية، والممارسات الفردية والجماعية. بهذا المعنى يمكن لنا أن نستعيد التوترات الكبرى التي يمكن لها ان تؤدي إلى اقتراف أعمال عنفية، وخاصة حربية.
منذ خمسة وعشرين قرنًا، لقد طرحت عند مناقشة التمثيلات التصويرية عند المؤمنين من مختلف الطوائف ثلاث مسائل: كيق يمكن تصوير وتمثيل ما يُنظر إليه على أنه متسامي؟ هل من الممكن، وهل من المسموح وهل من المرغوب أن يتم إعادة تشكيل الحي من خلال عملية خلق تتم بالريشة أو بأي آلة أخرى؟ ما هو نوع العلاقة التي يتجب ان تقوم بين المؤمن/المؤمنة وبين هذا التصوير؟ إن اهمية هذا التاريخ إنما تتأتى من إظهاره ان لكل تقليد ديني، وبحسب الأماكن والأزمان، مواقف متفاوتة من هذا الأمر. تبرز هنا ثلاثة حقبات بارزة بشكل خاص: القرنان السابع والسادس قبل الميلاد، اللذان تميّزا بأنه شهدا وضع أولى التحريمات فيما خص التصوير وحيث كتبت أولى النصوص التي تظهر أيضًا كيف أن هذا المنع لم يكن قاعدة مطلقة؛ القرن الثامن حيث تبلور عند كل من المسيحيين واليهود والمسلمين التعابير النظرية الأساسية التي هي تشرح كيفية العلاقة الدينية مع الصورة؛ والقرنين التاسع عشر والعشرين الذين تميّزا باستحالة متصاعدة للتحكّم بموجات التمثيلات التصويرية وذلك لأسباب سياسية وتقنية في آن