الفضائل الأخلاقية بحسب البطريرك الياس الحويك

كل إنسان: خاصة المسيحي، وبالقوة ذلك الشخص الذي ينعزل عن العالم من أجل ان يخدمه من فوق، يجب أن
يعود قبل أي فعل إلى ضميره الذي يحكم:
– إذا ما كان هذا الفعل متطابقًا مع الأوامر الإلهية والكنسية، والوعود التي أعلنها وروحية القانون المقدس
– إذا كان هذا الفعل مناسبًا وضروريّا
– إذا كان هناك من فعل آخر أكثر دقة وأكثر نفعًا
– ما هي الوسائل المناسبة أكثر من أجل تحقيقه
– ما هي النتائج المترتبة عليه
هذا ما نسميه الإنتباه: إنه مبدأ يقضي بطلب النصح من الناس المخضرمة، وان يستنير المرء من قبل من يحكّمون
عقلهم قبل ان يقوموا بأي فعل. في هذا وفي كل شيء، يجب اعتماد التواضع العميق الذي يأمرنا به السيد:
“إعلموا أنني الوديع والمتواضع القلب”، ذلك أن التواضع يقتل روح التسرّع، والتعجرف الناتج عن النصائح
والثقة الزائدة في الذات والتي تتناقض وفضيلة الإنتباه. وما يمكن أن يتناقض أيضًا مع هذه الفضيلة هو التردّد،
والإندفاع والاحتيال والخبث، كل هذه الأشياء على خادمات الله أن يبتعد عنها.
بعض الأفعال الإنسانية ترتبط بشكل طبيعي باللذات، من مثل الطعام، والشراب إلخ… على خادمة الله أن تكتفي
بالشيء الضروري منه؛ وهذا ما ندعوه بالزهد. إنّ الشراهة التي تتناقض مع الزهد تقتضي ليس فقط المبالغة في
المأكل والمشرب، ولكن أيضًا تفضيل اللذة على المصلحة
تصرّف كهذا عند خادمة الله يقتضي الإدانة لأنها كانت قد تخلّت عن كل الملذات الدنيوية من اجل ان تتذوّق فقط
الملذات الروحية المتأتية من توحّدها الحميم مع الله الذي سوف يذيقها، منذ هذه الحياة، السعادة السماوية.
هناك أفعال أخرى تتأتى من مصاعب مختلفة. في هذه الحالة، إن خادمة الله تكون بحاجة إلى فضيلة القوة من أجل
مقاومة أشواق النفس، وللتسلح بالصبر وسط الصعوبات، والتجارب والاضطهادات، ولأن يكون لديها روح
المبادرة والطاقة اللازمة لكل عمل من شأنه تمجيد الله: “لأنه الله لم يهبنا روح الخوف بل روح القوة والحب
)7/ والسيطرة على الذات” )تيموتاوس 1
في النهاية، إن الإنسان لديه علاقات اجتماعية ينبثق عنها بعذ الواجبات المفروضة عليه من ناحية فضيلة العدالة:
لكل إمرء حقوقه؛ للمسؤولين حق الطاعة؛ للصلطة حقّ الاحترام؛ للأخوات حق المحبة الأخوية؛ لفاعلي الخير
حق الاعتراف لهم بما يقدمونه من خير… كذلك الأمر، نحن لدينا واجبات تجاه الله من خلال فضيلة الدين
المرتبطة بفضيلة العدالة: فإضافة إلى الإيمان، والرجاء وعمل الخير، الذين يؤكدون علاقة الروح الإنسانية
بالثالوث الأقدس، علينا أن نعبد الله من خلال الأعمال الداخلية والخارجية، العامة والخاصة، من مثل العبادة
والصلاة….