المرأة، كائن ناقص وإنما ضروري

توما الإكويني، قمة اللاهوت، الجزء الأول، المسألة 29 “إنتاج المرأة”، المقال الأول “إنتاج الأشياء يجب عليه أن يتضمن انتاج
المرأة؟”
في هذا النص المكتوب ما بين 5921 و 5922 )والذي يبقى أحد أهم كلاسيكيات اللاهوت الكاثوليكي الروماني( ينصب توما
الإكويني على الآية 51 من الفصل الثاني من سفر التكوين )لا يحسن أن يكون الإنسان وحده ، فلأصنعنّ له عونًا يناسبه”، وذلك
لكي يخلص للقول أن خلق المراة كان أمرًا ضروريًا من اجل مساعدة الرجل، ليس في شغله بل في عمله على استمرار الإجيال.
كما يفعله بشكل منهجي، يبدأ توما بإعلان اعتراضاته على الأطروحة، التي اولها مذكور هنا، ومن ثم يبدأ بطرح حلول لهذه
الاعتراضات، التي نرى أيضًا أولها هنا.نلاحظ أنه لا يضع موضع السؤال النظرة الأرسططاليسية حول الأنثى ككائن ناقص
)كونها فرد(، بل إن المراة تمارس بشكل عام مهمة أساسية بالنسبة للإنجاب، وأنها ليست، وفق هذا التحديد، خطأ في الخلق.
الإعتراض الأول: يقول أرسطو: “إن المرأة هي ذكر ناقص، أنتجته الصدفة. والناقض أو غير المكتمل لا يجب ان يتواجد في
المؤسسات الأولى للأشياء”
الحل الأول: بالنسبة للطبيعة الخاصة، المرأة هي كائن غير مكتمل وناقص. لأن الفضيلة الفاعلة الموجودة في بذرة الذكر تبتغي إنتاج
شيء كامل شبيه لها بحسب الجنس الذكري. لكن إذا انبثق عن هذه البذرة إمرأة، فهذا يعني أنه هناك ضعف يعتري هذه الفضيلة
الفاعلة، أو وضعية سيئة للمادة المكونة لهذا الكائن، أو أيضًا دخول بعض العناصر الخارجية، من مثل رياح الجنوب الرطبة، كما يقول
أرسطو. غير أنه إذا ربطنا وجودها بالطبيعة الطونية، المرأة لا تعود كائنًا ناقضًأ: إذ بحسب نية الطبية، فهي قد أمر بها من أجل عمل
استمرار الحياة. ونية الطبيعة الكونية إنما ترتبط بالله، الذي هو الفاعل الكوني في هذه الطبيعة، ولهذا، بمأسسة الطبيعة، الله لا يخلق
فقط الرجل، بل أيضًا هو يخلق المرأة.