بعد ان اجتمعوا في صيف 8181 في سينيكا فولز )في ولاية نيويورك(، قام حوالي مائة مشاركة، من نساء
ورجال )من أصل ثلاثمائة( بالتصديق من خلال تواقيعهم على هذه الإعلان. محاولين التماثل مع شكل ومضمون
إعلان الاستقلال الأميركي في العام 8771 ، قام الموقعون بالنطالبة بالمساواة في الحقوق السياسية بين الرجال
والنساء. مث ا لا، حيث يقولون في العام 8771 “أن كل الرجال يولدون متساوين”، يحددون أنه في العام 8181 “أن
كل الرجال والنساء ولدوا متساوين”. او، في مكان آخر، يتم اللعب على غموض الضمير “هو”، الذي يشير في
العام 8771 إلى الملك جورج الثالث )المتسلط على المستعمرات الأميركية(، ولكنه في هذا الإعلان يشير إلى
الرجل )المتسلط على المرأة(. لا ضير من الإشارة هنا إلى أن “يهوه” يشير احياناا إلى الله في الترجمات
الإنكليزية في القرن التاسع عشر.
إبان الأحداث البشرية، عندما يصبح ضرورياا لفريق من العائلة البشرية ان تأخذ، من بين كل شعوب
الأرض، موقفاا مغاي ا را لما كانت تتخذه سابقاا، والذي يتوافق مع قوانين الطبيعة والقانون الإلهي، إن الاحترام
الواجب من قبل هذا الفريق لآراء الأفرقاء الآخرين من البشرية يفترض ان تُعلن الأسباب التي فرضت على هذا
الفريق تغيير موقفه.
نحن نأخذ هذه الحقائق وكأنها من البديهيات: كل النساء والرجال يولدون متساوين؛ وقد منحهم الخالق
بعض الحقوق الغير قابلة للمساومة؛ من بين هذه الحقوق، الحق بالحياة، وبالحرية وبالسعي لتحقيق السعادة؛ ومن
اجل ضمان هذه الحقوق، تم إرساء حكومات، التي تأخذ شرعيتها من المحكومين. وفي كل مرّة ثؤدي شكل من
أشكال الحكم لتدمير هذه الحقوق، يحق للناس الذين يعانون من هذا الأمر برفض تجديد الولاء لهذا الحكم
والمطالبة والعمل من اجل إحلال حكم آخر، من خلال ترسيخ ركائزه على مبادئ وتنظيمها بطريقة تبدو لهم انها
الأفضل في تامين وضمان الأمان والسعادة.
في الواقع، إن الحذر يتطلب ان لا نغيّر بعض الأمور وذلك لأسباب خفيفة ومؤقتة وضعتها بعض
الحكومات منذ زمن بعيد. بالتالي، غن التجربة قد اظهرت أن البشرية ان تتحمل، طالما أن المساوئ قابلة للتحمّل،
على ان تسعى وراء إحقاق العدالة من خلال إلغاء هذه الأشكال المعتادة. لكن حين يتحول الامر إلى مسار طويل
من الاستغلال والتي تروم بشكل ثابت للهدف نفسه أي رسم مسار لإخضاع الناس لإستبداد مطلق، حينها يصبح
من الواجب أن يتمّ إسقاط هذه الحكومة وأن يتم تقديم ضمانات جديدة للأمن مستقب ا لا . على هذه الشاكلة كان صبر
النساء اللواتي عانين من هذا الحكم، ونحن اليوم في أمس الحاجة إلى المطالبة بالمساواة التي هي من حقهنّ .
إن تاريخ البشرية هو تاريخ متواصل من الجروح والاستغلالات من قبل الرجل في حق المرأة، وذلك
بهدف مباشر يقضي بفرض هيمنة كاملة على المرأة.
لبرهان ذلك، سنعرض ذلك على مرئى من كل الناس:
لم يتم السماح أب ا د ا للمرأة باستعمال حقها البديهي بالتصويت العام.
تم فرض عليها أن تخضع لقوانين لم يتم اخذ رأيها بها عند إقامتها.
تم رفض إعطائها حقوقاا أعطيت للرجال الأكثر جه ا لا والأكثر ش ا را، من الأجانب ومن أبناء البلد.
لقد تمّ حرمانها من حقها الأول ألا وهو المواطنة، ومن التصويت العام، وتركها دون أي تمثيل في الغرف
التشريعية، وتمّ إسكاتها من قب الجميع.
لقد جعل منها، حين تتزوج، كائن مديناا ميتاا بعيون القانون,
لقد أخذ منها كل حق بالملكية، وحتى بالاجر الذي تربحه.
لقد جعل منها كائناا دون أية مسؤولية معنوية، إذ يمكنها أن تقترف العديد من الجرائم من دون أن تعاقب
كل ذلك إذا كانت هذه الاقترافات قد تمت بحضور زوجها. خلال الاحتفال بالزواج، هي مجبرة أن تعد بالخضوع
لزوجها، الذي يصبح، وفق كل المعايير، سيدها – ويعطيه القانون الحق بحرمانها من حريتها وبأن يفرض عليها
أنواع قصاص معينة.
لقد تمّ التفكّر بقانون الطلاق، أكان من ناحية أسبابه، أو حالات الانفصال، او حالة الوصاية على الأولاد،
دون الأخذ بعين الاعتبار سعادة المرأة – فالقانون، في كل الاحوال، ينطلق من الحكم المسبق بان الرجل متفوق
على المرأة واض ا عا كل شيء بين يديه.
وبعد أن اخذ منها كل حقوقها كإمراة متزوجة، فإذا كانت عزباء ومالكة لبعض الممتلكات، فهو يخضعها
للضريبة، بطريقة انها تخضع لحكومة لا تعترف بوجودها إلا من أجل ان تدفع الضرائب.
لقد تمّ احتكار كل الاعمال المدفوعة جي ا دا بيد الرجل، ولم يسمع لها إلا ببعض الأعمال ذات الأجر المتندي
ج ا دا.
لقد منع عنها كل الوسائل التي تساعدها على تحقيق الثروة والمكانة، والتي يعتبرها أنها تنتمي له وحده.
فلا يتم الاعتراف بالمرأة التي تصبح أستاذة في اللاهوت، او في الطب، او في الحقوق.
لقد منع عنها كل المسائل التي تساعدها على الحصول على تربية حقيقية، فكل الجامعات مغلقة امام
المراة.
في الكنيسة كما في الدولة، لا تعطى المرأة أي مركز ذات شأن، وذلك بالاستناد على سلطة الرسل الذين
رفضوا أي سلطة اكليريكية للمرأة، ما عدا بعض الاستثناءات.
لقد خلق رأياا عا ا ما مزوّ ا را إذ اعطاهم معايير اخلاقية تميّز بين الرجل والمرأة. فهذه المعايير التي يتم على
أساسها إخراج المراة من المجتمع، هي ذاتها تكون موضع تسامح إذا ما انتهكها الرجل، لا بل تعتبر في كثير من
الأحيان هفوات لا يجب التوقف عندها.
لقد استغل صلاحية يهوه ذاته، مدعياا أنه لاه الحق ان يقرّر بنفسه الدائرة التي يمكن للمرأة ان تنشط فيها،
في حين أن هذا الأمر يعود فقط إلى وجدان المرأة وإلى الله.
لقد اجتهد من خلال كل الوسائل التي بين يديه ليدمّر ثقة المرأة بذاتها وبإمكاناتها، وبإضعاف تقديرها
لنفسها بحيث عليها ان تعيش حياة بائسة ومرتبطة بحياته هو.
بالتالي، وإذا أخذنا بعين الاعتبار الحرمان الكامل من الحقوق المدنية الواقع على نصف سكان هذه البلاد،
والانحطاط الاجتماعي والديني، وإذا أخذنا أي ا ضا بالاعتبار القوانين الجائرة المذكورة اعلاه، وواقع ان النساء
يشعرن أنهن مدمرات، مقموعات ومستغلات ومحرومات من حقوقهن الأكثر قدسية، فنحن نطالب لكي تحصل
النساء دون أي تأخير على الحقوق والامتيازات التي هي لهنّ كونهنّ مواطنات أميركيات.
بفتح هذه الورشة الكبيرة، علينا ان نتوقع الكثير من سوء الفهم، من السخرية، والعروض الخاطئة، لكننا
ننتظر الركون إلى كل الوسائل التي هي من ضمن سلطتنا لتحقيق هدفنا هذا. سوف نقوم بتوظيف عملاء، ونشر
البيانات والقصاصات، وتوجيه العرائض للولايات وللسلطات الوطنية، وسوف نقنع المبشرين والصحافة للعمل
لأجلنا. ونحن نأمل أن هذا المؤتمر يتم استكماله بسلسلة من المؤتمرات الأخرى ليلامس كل مناطق البلاد.
إعلان النوايا، 818