جنيف، مقر ّ عصبة الأمم

ذن، وبمناسبات أساسية ثلاث–الإصلاح، وروسو، والصليب الأحمر–فاضت جنيف على العالم. لكن العالم لطالما عاد إلى
جنيف. […] وهي مدينةالهجرة واللجوء، خلاصة الأمم، وهي تدير في ميزاتها للخارج،ولكنها كانت تعيد تشكيل هذه الميزات
الخارجية وتصقلها بحسب صورتها. إن عبقرية جنيف إنما تتجسدبإعادة تشكيل الرجال الذين يأتون إليها من الخارج لتجعل منهم
رجالً ا من هنا، وبأنها قادرة على أن تصنع موائمة ما بين الوطنيين والمنفيينوالمشردين والمجهولين والقلقين واللاجئين.إن
أبناءها الأفضل، الأكثر تعلقاا بمصيرهاوغالباا ما يكونون هم الأكثر تمثيلا ا لتقاليدها، إنما هم ممن تبنتهم جنيف.
ولأنه، في هذه المساحة الضيقةولكن ذات السيادة،فقد تم تجميع كل مندوّبي الأنواع المختلفة سوياا، ذلك أن الكثير من الأفكار تم
التعبير عنها، وتم احتضانها، ومناقشتها،ذلك أن كثير من الناس هربوا وغيرهم ممن أتوا إلى هنا، لأن العالم كان ليكون مختلفاالو
لم تكن جنيف موجودة. يمكننا أن نقول عن جنيف أنها مدينة حيثلً يشعر أي رجل بأنهغريب عنها.
هذه الروحية الموجودة في جنيف،والذي يمكن أن نلخصه بأنه رغبة في التخطي والتحرروفي الرسولية، من خلال ثقة بالإنسان
على شرط أن يخضع لبعض القواعد، أن يؤمن بالعقدالجماعي، بأن يكون لديه الفضول لًقتبال كل الأفكار والشعوب، بأن يكون
لديه تعاطفاا إزاء كل أشكال البؤسيضاف إليها حاجة للاختراع والتحسين،واعتماد المناهج من أجل الإدارة. هذه الروحية التي
خرجت عن نطاق ممثليها الطبيعييناستكبر تنتشر وفق أبعاد ضخمة جد، وستحتضندلًلًت جديدة رغمخطر الإرهاق، لتصبح
ومن أن يعرف حاملوها الجدد سابقيهم،مثال لهؤلًء المجهولين الذين لً يمكن عدّهم، وهم من مختلف الأعراقمن كل أطراف
العالم. حتى أن إسم جنيف،يشع إلى ما بعد الدلًلًت الخاصة، هو بدوره يخضع لهذه المغامرة بأن يتحوّ ل إلى رمز.