من دون شك، إنّ التجربة الصوفيّة في الدين ليست ظاهرة سهلة الالتقاط. بعيدًا عن أن تكون ثمرة التجريد الثقافي، تعدّ هذه الظاهرة مسيرة، غالبًا ما تكون شخصية، حيث التعبير عنها، حين لا تكون مخفية بكل بساطة، يستعمل ويستغل رموزًا خاصة بلغة شعرية التي تستتبع العديد من الصعوبات الهيرمينوطيقية المهمّة.
2016-2017: الأديان وإدارة العنف
خلال القرون السابقة، وأيضًا إبان المرحلة المعاصرة، العديد من المسؤولين الروحيين والسياسيين برروا الأفعال العنفية بأنها تعود للأمر الإلهي. بخلاف ذلك، البعض الآخر من السلطات الدينية قامت بالتحرّك من أجل تأطير أو الحدّ او إلغاء العنف. من اجل ان نفهم الطريقة التي تعمل فيها دينامية جدلية السلم/الحرب التي شغلت بال الأديان، من الضروري أن نؤرّخ لهذه الظاهرة من خلال التمييز بين النصوص المرجعية وتأويلاتها، والإطار التي حصلت فيه المراحل الصراعية او تلك السلمية، والممارسات الفردية والجماعية. بهذا المعنى يمكن لنا أن نستعيد التوترات الكبرى التي يمكن لها ان تؤدي إلى اقتراف أعمال عنفية، وخاصة حربية.
2014-2015: الأديان والتمثيلات التصويرية
منذ خمسة وعشرين قرنًا، لقد طرحت عند مناقشة التمثيلات التصويرية عند المؤمنين من مختلف الطوائف ثلاث مسائل: كيق يمكن تصوير وتمثيل ما يُنظر إليه على أنه متسامي؟ هل من الممكن، وهل من المسموح وهل من المرغوب أن يتم إعادة تشكيل الحي من خلال عملية خلق تتم بالريشة أو بأي آلة أخرى؟ ما هو نوع العلاقة التي يتجب ان تقوم بين المؤمن/المؤمنة وبين هذا التصوير؟ إن اهمية هذا التاريخ إنما تتأتى من إظهاره ان لكل تقليد ديني، وبحسب الأماكن والأزمان، مواقف متفاوتة من هذا الأمر. تبرز هنا ثلاثة حقبات بارزة بشكل خاص: القرنان السابع والسادس قبل الميلاد، اللذان تميّزا بأنه شهدا وضع أولى التحريمات فيما خص التصوير وحيث كتبت أولى النصوص التي تظهر أيضًا كيف أن هذا المنع لم يكن قاعدة مطلقة؛ القرن الثامن حيث تبلور عند كل من المسيحيين واليهود والمسلمين التعابير النظرية الأساسية التي هي تشرح كيفية العلاقة الدينية مع الصورة؛ والقرنين التاسع عشر والعشرين الذين تميّزا باستحالة متصاعدة للتحكّم بموجات التمثيلات التصويرية وذلك لأسباب سياسية وتقنية في آن
2013-2014: العلوم والأديان إبان الحقبة المعاصرة في القرنين التاسع عشر والعشرين
إن العلاقة بين العلم والدين هي موضوع دراسة مثير للجدل. من بين المسائل التأريخية تبدو خاصية ما حصل في أوروبا في القرن السابع عشر ومكانة الإرث الديني، اليهودي، والمسيحي والمسلم. إن مضمون هذه الوحدة التاريخية تتمركز في المرحلة ما قبل هذه الحقبة، وذلك بالتمييز ما بين ثلاثة محاور. الاول يبيّن كيف ان “العلوم الإنسانية والطبيعية” بات لها استقلالية عن “المعرفة الدينية”. الثاني يركّز على التباين في ردات فعل السلطات الدينية مقابل التقدّم العلمي والتكنولوجي. والثالث يريد ان يستعيد النقاشات المعاصرة حول المسائل المعرفية. إن خاصية المقاربة هنا تقتضي ان لا نفصل مسبقًأ تاريخ الأماكن الثقافية التي غالبًا ما يتم تصويرها على أنها بلوكات متحجّرة.
2012-2013: تكريم الآلهة في الفضاء المتوسطي القديم ومحيطه
إبان العصور القديمة، شكل المتوسط وشواطئه مساحة دينامية للتنقلات البشرية، والتبادلات التجارية والثقافية، والصراعات السياسية والعسكرية. تندرج العبادات ضمن هذه المعادلة. غالبًا، لم تكن العبادات في قلب مسائل السلطة، غير انها ولم تكن غائبة تمامًا. إن الآثار المتروكة والمصادر المكتوبة تكشف عن العديد من أشكال الخلق والتأقلم والنقل فيما خصّ المراجع والممارسات الدينية. بعيدًا عن أي رؤية دينية، حاول الباحثون في شبكة HEMED التفكّر في هذه المرحلة المحددة من التاريخ الديني وذلك من خلال محاور ثلاثة: المساحات الخاصة بالمقدس، التبدلات الدينية، والتشبيك بين الأديان والسلطات المختلفة.
2011-2012: السياسة والدين والبناءات الدولتية (بين القرنين الحادي عشر والسادس عشر/وفي القرن التاسع عشر)
بعد اختفاء الإمبراطورية الرومانية الغربية وضعف الإمبراطورية الرومانية الشرقية، حصل تغيّر على مستوى العلاقات بين السلطات السياسية وتلك الدينية، وكانت هذه التغيرات في أساس البناءات الدولتية الجديدة. في شمال المتوسط كما في جنوبه، لم تخضع الصلات لأي منطق متناسق لتأكيد طبيعة نظام حكم ذاتي معيّن على حساب حكم مفروض كما كان علي الوضع ما بين القرنين الحادي عشر والسادس عشر. إذ بدءًا من هذه المرحلة، بدأت السلطة السياسية تؤكد على حضورها في الفضاء الأوروبي: بشكل ملفت، فقد تمّ إيجاد حلول للحروب ما بين الكاثوليك والبروتستانت من قبل حقوقيين وقضاة دون ان يكون لهم أي صلة مباشرة باللاهوتيين. فمن اجل دراسة هذه اللوحة الشديدة التعقيد عمد المشاركون في هذه الوحدة التاريخية لتحليل مثلث الزوايا: نظريات القدرة، المؤسسات السياسية-الدينية، وممارسات السلطة.
2010-2011: الهجرات الدينية (بين القرنين السادس عشر والتاسع عشر)
نفي، هرب، ترحيل جبري او اختياري، كلها تحركات سكانية هامة، مسّت، في الفضاء الأورو-متوسطي، كل الجماعات الدينية خلال القرون الخمس الاخيرة. لكي نفهم اكثرهذه الظاهرة، عمدنا إلى تحليل مقارن ما بين أربعة أنماط من الهجرة، وقد خضع هذا التحليل لمعايير محددة تقوم على معرفة الأسباب الدينية، والأشكال التي حصلت بها إضافة إلى المسائل المتعلقة بذاكرة هذه الهجرات.