مقدمة
لفظ "الدولة" ليس من القرون الوسطى : كلمة "سطاتوس status" لم تأخذ هذا المعنى قبل نهاية القرن الخامس عشر؛ ومع ذلك انتشرت الفكرة في القرن الثالث عشر بعد مصطلحات "populus[1]" و "corona[2]" و"regnum[3]" و " civitates et regna[4]" أو – "respublica[5]". لا يستطيع المؤرخ هنا أن يتطرق لظهور سلطة الدولة في تلك الفترة إلا بطريقة استعراضية. يجب تطوير تفكيره من خلال الأدوات المعاصرة، مثل التعريف الجزئي لماكس فيبير الذي جاء فيه "الدولة هي الكتلة الجسدية التي تتبنى بنجاح احتكار الإكراه الجسدي الشرعي". لم يعرف العصر الوسيط مثل هذه الحالة، لكن الإسطوغرافيا تعتبر وذلك بطريقة تقليدية، أن الاتجاه الملاحظ ابتداء من القرن الثاني عشر، وذلك عن طريق مركزية الوظائف التشريعية والعسكرية والقضائية والتنفيذية بين أيدي بعض الملوك كبداية للدولة الحديثة. وكان على ملكيات العالم اللاتيني أن تتحرر من سلطان الدولة العليا التي بيد البابوية والإمبراطورية، وتعزز سلطتها محليا على حساب قوى نابذة، علمانية كانت أو كنائسية.
للحكام وعي تام لقيادة هذه المعركة المزدوجة، ويعبرون في بعض الأحيان بأنفسهم عن وجهات نظرهم السياسية. وبوسعهم الاستفادة من مساهمة قوى دعم التطور المستمر؛ لكن المفكرين يقترحون، في بعض الأحيان، شكلا بديلا لتأسيس الدولة. تندمج خطاباتهم في كتابات سياسية، كما أنها تشمل عقود السفارة الملكية والسلطة الملكية الممثلة، مثلما تشير إليها الرمزية أو التأريخ. لا تسبق نظريات الدولة، بصورة مطلقة، المؤسسات والممارسات : يحصل باستمرار وذلك بعدما أن يدخل الحاكم تجديدات، يحاول أن يجعلها دائمة وذلك بإضفاء الطابع المؤسساتي عليه وتبريرها. ولكي نأخذ بعين الاعتبار اختلاف الوضعيات في وسط الأغلبية المسيحية، إن مثال فرنسا من حيث صيرورة تأسيس الدولة، مشهور ويعتبر مبكّرا وسيتم استعراضه بطريقة موازية لمثال قشتالة[6]. ترتكز المقارنة أساسا على حكم ممتد زمنيا ومتتال لحاكمين قويين خلال النصف الثاني للقرن الثالث عشر
