مقدمة
يمتدّ العالم الفينيقي من البحر المتوسط الشرقي إلى غاية السواحل الأطلسية، ومن أرز لبنان الحاليّ إلى مصبّ وادي اللكوس أمام موقع ليكسوس الواقع بشمال المغرب المعاصر. من المستحيل رسم خريطة كاملة لفينيقيا، بحيث أنّ حدود المنطقة تنوّعت بشكل واسع على مرّ قرون. بإبحارهم في العالم، وتكوينهم مؤسسات على جانبيّ الأرض والبحر، نقل الفينيقيون سلميّا معارفهم ومآثرهم واختراعاتهم. أدركوا بالفعل قوتهم وقدرتهم، المتوطدة عبر إرث تبادلات ثقافية وروحية وتجارية. عبرت بهم رحلة حانون[1] الشهيرة، على رأس أسطول سفن قرطاجية، طول السواحل الإفريقية، من غادس إلى خليج غينيا. ما هي إذا طبيعة التنظيم السياسي والاجتماعي التي طبعت العالم الفينيقي-البونيقي[2]؟ وما هي الطرق الأكثر فعالية التي وطّدت السلطة والقوة الفينيقية-البونيقية؟ وأخيراً، ما هي الجوانب البارزة التي حدّدت العالم الفينيقي-البونيقي على الصعيد الديني والشعائريّ؟.