معبد غورناي-سور-آروند
جرت عملية تنقيب شاملة لمعبد Gournay-sur-Aronde، الواقع بإقليم بيلوفاك[1] Bellovaques. والذي يعود تاريخه إلى منتصف القرن الثالث قبل الميلاد، ويتكون من عدة عناصر.
بداية، يظم هذا الحرم حظيرة مقدّسة، أي قطعة أرضية مساحتها 250 متر مربع، قسمها الرجال بعناية ليجعلوا منها ملكيّة للإله. التصميم عبارة عن مستطيل بزوايا مستديرة. المدخل الموجود شرقا يقابل شروق الشمس خلال المدار الصيفي. الحظيرة منجزة بحائط من خشب وسياع وخندقين، أحدهما أمام الحائط والآخر خارج الحظيرة. لهذه التجهيزات قيمة رمزية لأنها تعني الفصل بين العالم الإلهي والعالم الدنيوي.
مدخل المعبد مصمّم على شكل مقصورة تسمح بتجاوز العالم الدنيوي إلى عالم الآلهة. تمّ وضع سقيفة ابتداء من القرن الثالث. ربما يتعلق الأمر بمبنى حقيقي قائم على ثمانية أعمدة يتخطّى الخندقين. تشمل هذه السقيفة على طابق ويمكنها أن تستوعب الأسلحة وأدوات العربات، وجماجم المواشي والبشر تمّ العثور عليها في الخنادق. يوجد في وسط الحظيرة مذبح مقعّر، بمعنى أُكرة محفورة مباشرة في الأرض. الأكرة بيضاوية الشكل، ثلاثة أمتار على أربعة، عمقها متران. هذا المذبح هو الطريقة المميزة للتواصل مع الإله، ويمكن الاعتقاد أنه استخدم للتواصل مع آلهة العالم السفلي. تم وضع سقف جملون فوق المذبح ومنطقة العبور.
هكذا وقد وفر معبد غورني أيضا مجموعة وثائق ثمينة عن الطقوس الرئيسية التي تقام فيه. بالنسبة للتضحية الحيوانية (القربان)، فقد تمّ العثور على آلاف العظام، يتعلق الأمر دائما، بحيوانات أليفة مماثلة للحيوانات التي يقدّمها الرومان والإغريق، بمعنى الماشية، الخنازير والأغنام. هناك نوعان من التضحية (القربان) بغورني. الأول يتعلق بالماشية. يقدم الحيوان بالكامل إلى الإله ويلقى جثمانه في الأكرة حيث يمكث عدة أشهر. النوع الثاني للتضحية، تضحية التعايش[3] حيث لا تقدم كقربان إلا صغار الخنازير والخرفان. هذه التضحيات تهدف عملية الاقتسام بين البشر والآلهة. يحصل البشر على القِطع الجيدة أي الساق والكتف. في حين تحصل الآلهة على دخّان سقط الذبيحة التي يتمّ شواؤها. إن عظام الأطراف الجيدة المستهلكة فعلا والمرمية بالأُكرة الداخلية، تدلّ على أنّ الوجبة الطقوسية تجرى في الحظيرة.
ظلّ مكان العبادة هذا والذي شيّد منذ بداية القرن الثالث قبل الميلاد قائما، في العصر الروماني، في شكل بناية محاطة برواق.