قرار ملكي
في عام 1685 و هو في أوج قوته السياسية وقع الملكلويس الرابع عاشر[1]مرسوما لإلغاء المرسوم السابق الصادر عن جده هنري الرابع[2] (1610 -1553) في نانت سنة 1598، و قد أُعلن مرسوم نانت آنذاك كمرسوم"دائم و غير قابل للإلغاء "و لكن الجميع يعلم أن هذه الصيغة لا تضمن شيئا لأن الحاكم يتمتع قانونيا بصلاحية إلغاء قرارات العاهل السابق و إبتداءا من القرن الثامن عشر اعترفت نسبة كبيرة من الرأي العام بأن إلغاء مرسوم نانت كان كارثة من تالناحية البشرية و الاقتصادية و السياسية. كارثة بشرية لأنها جعلت من البروتستانتيين ضحايا توحيد الدولة و كارثة اقتصادية و سياسية بالنسبة لفرنسا لأن هذا إلغاء رمى بالساكنة المؤهلة في أحضان الأعداء الأوروبيين. و من دون شك أن نصر الكاثوليكية التي كانت تجسد أوفى حليف للملوك يشكل أحد الأسباب الرئيسية التي أدت إلى ظهور تيار فرنسي لمكافحة الإكليروسية كان على رأسه فولتيرVoltaire الذي كان يدعو إلى "سحق الشائنة ".
كانت تضم فرنسا حوالي 20 مليون نسمة وفقا للمؤرخ Pierre Gouber . و من ناحية دينية تنقسم هذه الساكنة بين غالبية من نحو19مليون كاثوليكي و ما
يقرب مليون بروتستانتي،الذي يطلق عليهم أيضا اسم "الهوجونوت[3]" أو "المصلحين" لكونهم الورثة المباشرين لإصلاح القرن السادس عشر.
و إذا كان مرسوم الإلغاء قد طرد الوزراء (الرعاة ) فقد منع علنيا المصلحين من مغادرة أراضي المملكة : و رغم ذلك توجه إلى طريق المنفى ما لا يقل عن 150 إلى 200000 منهم إما قبل الإصلاح بسنوات قليلة أو على وجه الخصوص في السنوات الخمس عشر التي تلته. و شكلت حركة الهجر هذه أهم واحدة عرفتها أوروبا في غضون القرن السابع عشر حيث شكلت 1% من مجمل الساكنة الفرنسية.(انظر هجرة الهوجونوت في القرن السابع عشر).