فرمان من الباب العالي إلى الأمیر قاسم، بتاریخ3أیلول1840)6رجب1256

نتوجّھ بھذا الأمر الإمبراطوري،الذي یجب أن یدخل موضع التنفیذ في كل البلاد البعیدة والقریبة، إلى أحد أھالي الأمیر
بشیر، الذي ھو الیوم أمیرً ا على جبل الدروز؛ أي إلى الأمیر الشھیروالمجیدالأمیر قاسم، أدام ﷲ مجده!إضافة إلى شیوخ
قبائل الدروز الأكثر تمیّزًا من بین نبلاء البلاد،لتدم طاعتھم!ونأمر أنأیتم أخذ العلم بالآتي فور وصول ھذا الفرمان إلیكم:
لقد كان من واجب الأمیر بشیر، بحسب الأوامر التي حصل علیھا،بأن یبدي دومًا أنھ رعیة موالیة، خاضعة لجلالتنا
الإمبراطوریة،سیده العظیم والفاعل للخیر، وبالطاعة لأوامرنا، وبالجھد للقیام بما یتناسب ورغباتنا،والعمل الدؤوب من
أجل حمایة السكان والقبائل التي كنا قد أوكلناھم إلیھ،وباستخدام كل الوسائل وكل حكمتھ من أجل حمایة وضمان حالتھم من
كل مایضایقھم.ھذه كانت واجباتھ كونھ أحد رعایانا.
لكن، قد وصلناأن الأمیر بشیر لمعلى أن ینحاز إلى مخططات ّ یحترم أي من ھذه الشروط الضروریة، وأنھ مصر
محمد علي باشا ومستخدمیھ؛وھو یتصرف بحسب ما یقولھ لھ مستشارو محمد علي باشا، ولھذا فإن مسارهلیس بما كنا
نشتھیھ منقبلھ.
أنتم، الأمیر،تتصرفون بولاء وبحكمة ممتازة تمیّزكم، قد أظھرتمولاءكم إزاء شخصنا الإمبراطوري، وھو ولاء لا
یمكن إلا أن یكون موضع مكافأة:لقد برھنتم وطاعتكم،وأنتم تعلمون ما الذي یتوجّب علیكم بصفتكم أحد رعایانا.أیضًا إن
إن بابنا العاليلمتأكد، أنكم إن تم ّ تسمیتكم أمیرًا للدروز، فإنكم ستظھرون دلائل أضافیة لخضوعكم لأوامرنا، ولولائكم
وحماسكم تجاھنا وھذا من فطرتكم.لھذا فإننا نوجّھ إلیك أمر خلع الأمیر بشیر عن الإمارة، وتسمیتكأمیرًا على القبائل
الدرزیة، وإن ھذا الأمر الإمبراطوري لھوصادر عنقنصلیتنا الإمبراطوریة.
وسرعان ما تتلقون ھذا الفرمان،علیكم أن یحملوه، وتنشروه، لكي یعلم بھ كل من یجب أن یعلم لھ.ومن ثم تقومون
بملءواجبات منصبكم الجدید، وذلك بالتصرف بما تقتضیھ علیكم ولائكم لنا، وتقومون بإدارةشؤون البلاد بحكمة وعدل
وبطریقة متناسبة معأماني ومصالح جلالتنا الإمبراطوریة.
من بین واجباتكم،علیكم بحمایة السكان والقبائل الدرزیة، الذین تسھر علیھم سیادتنا من دون كلل؛وأن یتم وضعھم
تحت حمایتك ضد كل معارضة لممارسة حقوقنا الشرعیة على الأمة والإمبراطوریة،وضد كل من ھو على تناقض مع
واجبات الخضوع والالتزام التيھي واجبة علیھم تجاه الباب العالي، ولمنعھم من أن یصبحوا محازبین لمحمد علي باشا
وأتبعاه.
في النھایة،علیكم أن تضعوا عنایتكم الكاملة، وأن تعملوا لیلا ً ونھارً التحقیق ما ینتظره من حكمتكم ووفائكم بابنا العالي، ولكي
تستحقوااستمراریة عطفنا الذي أغدقناه علیكم.
وأنتم، مشایخ الدروز!عندما تعلمون أننا عیّنا الأمیر بشیر-القاسم أمیرً أ على الدروز، فإنھ یتوجب علیكمأن تتوحدوا معھ قلبیًا وروحیًا
وإرادیًا، وأن تنصاعوا للفرمان ھذا، وتحافظون على حقوقنا الشرعیة.
ویجب أن لانرى أي مسعى من قبلكم یتناقض مع إرادتنا السیدة، ولا تكون متعارضة مع سلطتنا في الولایات التي ورثناھا.
وقد أعطي، إلخ…..