بعث فقهاء المصامدة و شيوخ

” بعث فقهاء المصامدة و شيوخ القبائل )السوسية( إلى السلطان أبا عبد الله محمد القائم بأمر الله، و استدعوه إلى
تقديمه عليهم و تسليم الأمر إليه. فلما دعوه لبى دعوتهم و أجاب رغبتهم، و جاء معهم إلى قرية يقال لها تدسي قرب
تارودانت، فبايعه الناس بها و أصبحوا معه بقلوب متفقة و أغراض على الجهاد مجتمعة، فندب الناس إلى مقارعة النصارى
و إجلائهم عن مرسى فنت. فأتت معه جموع حافلة من المسلمين، و عمدوا إلى النصارى، فناوشوهم بالقتال، فأتاح الله له
النصر، و مزق أشلاء الكفر بمخالب الظفر. فلما رأى المسلمون ذلك، تيمنوا بطلعته و تفاءلوا بطائره، و زادهم ذلك محبة
في جانبه و تعظيما لمكانته”.