نظرة حول موقف اللاھوتیین اللوثریین إزاء ھتلر

إن موقف لوثر حول الطاعة للسلطة،وخاصة عقیدتھ حول المُلكین، تم ّ التطرق إلیھا من جدیدة في ألمانیا إبانالمرحلة ما
بین1933)وھي سنة وصول أدولف ھتلر إلى الحكم(و1945)نھایة الحرب العالمیة الثانیة.(بعض اللاھوتییناللوثریین
یعترضونعلى النازیة:ھذه ھي حالة مثلا ً مارتن نیموللر)1892-1984(، الذي تم ّ سجنھ في أحد مركز الاحتجاز ما بین
1937و1945.ھذه ھي أیضً ا حالةدایتریتش بونھاوفر)المولود سنة1906(، الذي كان قریبًا من أحد المتآمرین ضد ھتلر
والذي كان یعمل سرًا لإضعاف النظام النازي:وھو دفع حیاتھ ثمنًا لذلك، لأنھ أعدم سنة1945،وكان ذلك قبل بضعة
أسابیع من الاستسلام الألماني.
غیر أن عددًا كبیرًا من البروتستانت،ومن بیھم لاھوتیینكبار، قد ارتكزوا على لوثر في دعمھم النظام النازي.على غرار
لوثر، فھم تمسكوا بعقیدة المُلكین،وھي التي سمحت لھم بالفصل ما بین الملك الروحي)وھو مجال الإیمان الشخصي،
والذي لا یمكن لأي سلطة بشریة أن تتدخل فیھ(، والمُلك الزمني)وھو مجال القانون، والسیاسة والعسكر.(ومن دون أن
یكونوا كلھم أعضاء ً في الحزب النازي،فإن الغالبیة من بینھم كان یعرفون عن أنفسھم على أنھم”مسیحیون ألمان”، وكان
ّ
ذلك یعبرعن حرام بروتستانتي قويكان یساند النظام.ھؤلاء اللاھوتیون كانوا یعتقدون أن الطاعةللنظام الھتلري)الذي
وضعھ ﷲ، كما ھي حالكل الأنظمة السیاسیة(لم یمكنیتعارض مع شيء من إیمانھم.ومنبین جنود ویھرماشتالذین
كانوالوثریي المنھج والرأي، كانوا یقولون كما كان یقول المصلح في العام1526،”إن الید التي تحمل السیف وتقطع
الأعناق لیس[…]ید الإنسان، بل ھي ید ﷲ) “فھل یمكن أن یكون الجنود في حالة النعمة؟ في الأعمال الكاملة، الجزء
الرابع، جنیف، لابور وفیدي،1958، ص.230.(
إزاء ھذا الموقف،حاولت الكنیسة المعترفة، خاصة في الإعلان اللاھوتي في بارمن)1934(، أن یدینوا الفكرة التي مفادھا
“ھناك مجالات في حیاتنا التي لا تكون خاضعة لیسوع المسیح”وبحسبھا یمكننا أن نطیع بشكل أعمى الحكم الھتلري