المقري، نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب، بيروت

في الواقع،فإن المسيحيين قد انتهكوا الاتفاقات وعصوا الشروط.حتى أنهم أجبروا المسلمين على اعتناق المسيحية في العام904
[1499]. أكثر من ذلك، فهم أكدوا أن الكهنةقد أجبروا المسيحيين الذين اعتنقوا الإسلام أن يعودوا عن قرارهم، وقد أجبر هؤلاء
على إعادة اعتناق المسيحية. وهم ذهبوا بعيدًا حين اعتمدوا قاعدة أن كل مسلم من كان جدّهمسيحيًا، فهو بالأصل مسيحيّ. وهذا
كان سببحركة اعتناق المسيحية. ولهذا فهم قد أعتنقوا المسيحية من جديدة كلهم، سكان الريف كما سكان المدينة. بالمقابل،فإن
بعضهمتمنّع من الأمر وانفصلوا عن بقية السكان. لسوء الحظ، فإن الأمر لم يخدمهم في شيء.ذلك أنه تم ّطردهم بشكل سلمي إلى
فاس. وهم لم يستطيعوا أن يأخذوا معهم إلا أولادهم والقليل من مالهم وتركوا وراءهم كل ممتلكاتهم. بالمقابل،فإن المسلمين الذين
اعلنوا اعتناقهم المسيحية كانوا يعبدون الله ويصلون في الخفاء. ولهذا السبب، فقد أعاد المسيحيوناعتماد محاكم التفتيش وحتى أنهم
قاموا بحرق الكثيرين ممن كانوا يعتمدون هذه الطريقة… وهذا الأمر استمر حتىالطرد النهائي في العام1017[1610