بعد اختفاء الإمبراطورية الرومانية الغربية وضعف الإمبراطورية الرومانية الشرقية، حصل تغيّر على مستوى العلاقات بين السلطات السياسية وتلك الدينية، وكانت هذه التغيرات في أساس البناءات الدولتية الجديدة. في شمال المتوسط كما في جنوبه، لم تخضع الصلات لأي منطق متناسق لتأكيد طبيعة نظام حكم ذاتي معيّن على حساب حكم مفروض كما كان علي الوضع ما بين القرنين الحادي عشر والسادس عشر. إذ بدءًا من هذه المرحلة، بدأت السلطة السياسية تؤكد على حضورها في الفضاء الأوروبي: بشكل ملفت، فقد تمّ إيجاد حلول للحروب ما بين الكاثوليك والبروتستانت من قبل حقوقيين وقضاة دون ان يكون لهم أي صلة مباشرة باللاهوتيين. فمن اجل دراسة هذه اللوحة الشديدة التعقيد عمد المشاركون في هذه الوحدة التاريخية لتحليل مثلث الزوايا: نظريات القدرة، المؤسسات السياسية-الدينية، وممارسات السلطة.