العودة عن مرسوم نانت: قراءةالواقع في القرن التاسع عشر

خلال ثورات وطننا المضطرب،شهدت حدودنا حركة هجرة عددًا من المرات.ولمرات عدة عرفت غابات الأردان، ومنطقة
سيدرون ما بين ليون وجنيف، وسواحلنا مع المحيط، هاربين، متنكرين بألف شكل وشكل،يبحثون عن خلاصهم في المنفى. لكن،
بين الهجرة والهجرة الكبيرة هنالك فارق.البروتستانتي يمكنه أن يبقى. ونحن نقوم بمجهود من أجل المحافظة عليهم، فليقل كلمة
واحدة، وهو سيتمكن من المحافظة على أملاكه وعلى وطنه، وتوفير المخاطر الكبيرة عليه.إن مهاجر العام1793كان يريد إنقاذ
حياته؛ أما مهاجر العام1685فهو كان يريد المحافظة علىضميره.
إن هرب البروتستانتي هو أمر إرادي. إنه فعل وفاء وصدق، إنهالرعب من الكذب، إنه احترام الكلمة. إنه لأمر مجيد للطبيعة
البشرية أن يقوم عدد كبير من الرجال، كي لا يكذبون، بالتضحية بكل شيء، والانتقال من الغنى إلى التسول، وتعريض حياتهم
للصدفة، وعائلاتهم، في مغامراتخطيرة لهرب شديد الصعوبة. نحن نرى هنا مؤمنين مصممين.أنا أرى أصحاب شرف برهنوا
في كل أرض أنهم نخبة فرنسا.إن الشعار الشجاع الذي قام المفكرون الأحراربتعميمه، هوتمامًا بفعل الهجرة البروتستانتية، التي
واجهت بشجاعة الموتوالأهواللكي يبقوا عزيزون وحقيقيون.الحياة من أجل الحقيقة!
لهذا،فإن طرق المرور، والمسيرات، والغابات، والجبال، وأماكن التجمّع،هي أمور مقدسة ضمن ذكرياتهم. كم من دموع ذرفت.
ً
كان من النادر أن نذهب سويا. كانت العائلة تنقسم أحيانًأ من أجل أن تهاجر إلى أماكن مختلفة،أو أحيانًا بسبب استحالة أن يتم
تهريب المرضى من بينهم، والنساء الحوامل اللواتي يجرن ورائهن أطفالا ً صغار. كانوا يفترقون عن بعضهم البعض، وغالبًا، من
أجل الذهاب إلى أماكن مختلفة. فهذا كان يفنى، وتلك كانت تختطف،ويتم احتجازها، وتضيع إلى الأبد. لم يكونوا يتلاقون مجددًا إلا
في السماء.