الفصح في دبلين العام1916 وصف ذات طابع رومنسي

الفصح في دبلين العام1916
وصف ذات طابع رومنسي
حافظت فرانس علىصمتها لبرهة، وهي تنظر إلى كينغزتاون. كانت قبة كنيسة المارينتتكشّف من حجاب الظلام، وهي تلمع
بلونها الفضي الرمادي. ثم قالت فجأة:
-لا أفهم لماذا لا تقفز؟
-ماذا؟
-أه، لا أعرف، أريد أن أقول المجتمع.لماذا يساندنا الفقراء؟ لماذا الرجال يريدون القتال في هذه الحرب الرهيبة؟ لماذا لا يقولون
كلهم لا، لا، لا؟
-أنا متفق معك يا فرانس. من المذهل أن هؤلاء الناس يتحملون. ماذا يمكنهم أن يفعلوا؟ ماذا يمكننا أن نفعل، أحدنا والآخر؟
-لا يجب أن يكون لدينا انطباع أنه لا يمكننا فعل شيء. يجب التحرك. اليوم، بقرب ستيفان-غرين–كنت في المدينة هذا الصباح
–آه لم كان حزينًا. رأيت فتاة، وأم، يجب أن تكون من عمري، ثيابها، ليست بثياب، هيقطع ثياب من كل نوع، كان معها
أربعة أطفال، كلهم حفاة؛ كانت تتسوّ ل، وكان الأولاد يلبسونكما ولو أنهم قرود، وكانوا يحاولون أن يرقصوا فيما هم يبكون
في الوقت نفسه!
-كانوا يشعرون بالجوع بالتأكيد.
-نعم، وهذه فضيحة، ونحن متهمون. إن مجتمعًا يتساهل مع أمر كهذا يجب أننقوم بقلبها.
-لكن، ياعزيزتي فرانس، يجب أن تكوني قد رأيت مثلهذا المشهد مئات المرات، دبلن تختنق بهذه المشاهد.
-نعم، أعلم هذا، وهو مريع! لكن يصدف أنه في هذه الفترة الأخيرة أنني فكرت أكثر بهذه الأمور. لا يجب أن تكون موجودة.لا
أفهم لماذا لا يقومون بمهاجمتنا، لماذا لا يقفزون علينا بالحيوانات المفترسة، بدل أن يقوموا بمد ّ أياديهممطالبين ببعض القروش.
اعترف بارني أن امورً ا كهذه لا يجب أن تكون موجودة. لكن، بعد كل هذا، ماذا يمكن أن نفعل؟ الأم التي تتسوّ ل، الأطفال الذين
يموتون من الجوع، الرجالعلى الجبهات، الألمان في قعر المياه فيغواصاتهم. العالم كان مجنونًا وتراجيديًا. آه! لو كان كاهنًا.
-بارني، هل تظم أنه هناك مشاكل في إيرلندا؟
-تقصدين معارك؟
-نعم من أجل الحكم وكل هذه الأمور؟
-كلا، بالتأكيد كلا. الصراع على الحكم يأتي وحده بعد الحرب.
-إذن ليس هناك من أي سبب للقتال؟
-لا يوجد أي سبب.
-بكل الأحوال، الأب قال أنهليس هناك من سلاح. لا يمكنهم أن يتقاتلوا.
-كلا، لا يمكنهم ذلك.
-بارني،ماذا يمكن للصراع على الحكم أن يجلب لهذه المرأة التي تتسول في الشارع؟
-فكر بارني لبرهة.
-لا شيء أبدًا.
-هذا لا يؤدي إلى أي تغيير بالنسبة لأناس طبقتها؟
-باعتقادي، هم يتلذذون بأن يتم استغلالهم من قبل ب. فلناغان بدل أن يتم استغلالهم من قبل ج. سميث
-إذن، بكل الأحوال، الصراع على الحكم لا يستحق أن نتقاتل من أجله
-دقيقة،عن الحرية القومية هي شيء يستحق أن نقاتل من أجله، بقول بارني. (لم يكنلديه أفكارً ا واضحة فيما خص هذه
المسألة). حين يتم تحرير إيرلندا من إنكلترا، فسيكون من الاِسهل إسراءالنظام في البيت الداخلي.
-لا أرى لماذا. هناك أناس يقولون أنه يجب أن يكون هناك انتفاضةعلى الكل: ضد الإنكليز وضد الأسياد الإيرلنديين. هذا ما
يقوله جايمسكونوللي، أليس كذلك.
-نعم، لكن هذا حلم، فرانس. إنه مستحيل. وإن حاولوا ذلك فإنهم لن يصلوا إلى إلى خسارة رهيبة.هؤلاء الناس غير قادرين على
تسيير شؤون البلاد.
-لكن الناس الذين يتركون هذه الإمرأة تتسوّ ل وأولادها يموتون من الجوع، هل هم قادرون على تسيير شؤون هذاالبلد؟
-حسنًا، لقد رأيت ماذا تودين قوله.لكن النظام والقانون لديهما أهميتهما أيضًا.فالعمال لم يكونوا ليستطيعواتحسين ظروف
حياتهملولامساندة النقابات، وليس العكس.
-لكن الحكومة والأسياد يمنعون النقابات.
-عليهم أن يقبلوهم، هم مجبرون على ذلك. ستعملين في السياسةفرانس. قريبًا سنراك في جلباب السياسة.