إن سبب قيام أبي عبد الله القائم أن

” إن سبب قيام أبي عبد الله القائم أن أهل السوس أحاط بهم العدو الكافر و نزل بجوانبهم من كل جهة، حتى أظلم
الجو و استحكمت شوكة الروم و بقي المسلمون في أمر مريج، لعدم أمير يجتمعون عليه و تجتمع عليه كلمة الإسلام، لأن
بني وطاس كانت قد فشلت ريح ملكهم في بلاد سوس و أنما كان لهم الملك في حواضر المغرب، و لم يكن لهم من السلطنة
بسوس إلا الاسم فقط )…( فلما رأى أهل سوس ما دهمهم من تفاقم الأهوال و طمع العدو في بلادهم، ذهبوا إلى الشيخ
الصالح أبي عبد الله محمد بن مبارك، فذكروا له ما هم فيه من انتشار جماعتهم و افتراق كلمتهم، و كلب العدو على
مباكرتهم بالقتال و مراوحتهم، و طلبوا منه أن تجتمع كلمتهم عليه، و يعقدون له البيعة و يقوم بأمر الناس في إمضاء الحكم
بينهم و جمعهم لقتال عدوهم، فامتنع من ذلك، و قال لهم إن رجلا من الأشراف بتكمدارت من بلاد درعة، يقول إنه سيكون
له و لولديه من بعده شأن، فلو بعثتم إليه و بايعتموه كان أنسب بكم و أليق بمقصودكم، فبعثوا إليه، و كان من أمره ما كان”.