(الانكلیز) احسوا ان المسلمین ما داموا على دینھم وما دام القرآن یتلى بینھم فمحال ان یخلصوا في الخضوع لسلطة اجنبي عنھم
خصوصًا ان كان ذلك الاجنبي خطف الملك منھم بالخدیعة والمكر تحت ستار المحبة والصداقة. فطفقوا یتشبثون بكل وسیلة
لتوھین الاعتقاد الاسلامي وحملوا القسس والروساء الروحانین عَلىَ كتب الكتب ونشر الرسائل محشوة بالطعن في الدیانة
الاسلامیة مفعمة بالشتم والسباب لصاحب الشریعة (براه لله مما قالوا) (…) وما قصدھم بذلك الا توھین عقائد المسلمین وحملھم
على التدین بمذھب الانكلیز ھذا من جھة. و من جھة اخذوا في تضییق سبل المعیشة عَلَى المسلمین وتشدید الوطاة علیھم
والاضرار بھم من كل وجھ فضربوا على ایدیھم في الاعمال العامة وسلبوا اوفاق المساجد والمدارس ونفوا علماءھم وعظماءھم
الى جزائر “اندومان” و”فلفلان” رجا ان تفیدھم ھذه الوسیلة ان لم تفدھن الاولى في رد المسلمین عن دینھم باسقاطھم في اغوار
( الجھل بعقائدھم حتى یذھلوا عما فرضھ لله علیھم. (ص 136
فاتفق ان رجلا اسمھ احمد خان بھادور”لقب تعظیم في الھند” كان یحوم حول الانكلیز لینال فائدة من لدیھم فعرض نفسھ علیھم
وخطا بعض خطوات لخلع دینھ والتدین بالمذھب الانكلیزي وبدا سیره بكتابة كتاب یثبت فیھ ان التوراة والانجیل لیسا محرفین
( ولا مبدلین لینال بذلك الزلفى عندھم ثم راجع نفسھ فراى ان الانكلیز لن یرضوا عنھ حتى یقول اني نصراني (…).(ص 137
احمد خان ومن تبعھ خلعوا لباس الدین وجھروا بالدعوة الى خلعھ ابتغاء الفتنة بالمسلمین وطلبا لتفریق كلمتھم وزادوا علىَ
زیغھم انھم یزرعون الشقاق بین اھل الھند وسائر المسلمین وكتبوا عدة كبت في معارضة الخلافة الاسلامیة. ھولاء الدھریون
لیسوا كالدھریین في اوربا فان من ترك الدین في البلاد الغربیة تبقى عنده محبة اوطانھ ولا تنقص حمیتھ لحفظ بلاده من عادیات
( الاجانب (…).(ص 138