تصوير الكائنات الحيَّة والآلهة

مقدمة

يبدو عنوان هذا العمل طموحًا جدًا. غير أنَّنا سنقوم فقط بملامسة بعض حقبات الفنّ الإسلامي الشديد الغنى والتنوُّع، بحيث نَطّلع بشكل خاصّ إلى الصور والتمثيلات التصويريَّة من خلال العديد من الأمثلة. يقترح محمد قطب التحديد التالي [فيما خصّ الفنّ الإسلامي]: "الفنّ الإسلامي ليس بالضرورة فنًّاُ يعبّر عن الإسلام، لكنَّه هذا الفنّ الذي يرسم صورة عن الوجود إنطلاقًا من المنظور الإسلامي لهذه الصورة". تيتوس بورخارت يضيف إلى هذا التحديد عنصرًا أساسيًا وهو مفهوم الجمال: "إنَّ جوهر الفنّ هو الجمال. والجمال من وجهة نظر الإسلام هو ميزة إلهيَّة التي، بحدّ ذاتها، لديها وجهَيْن: في العالم إنَّه المظهر الخارجي [...]. أمَّا فيما خصَّ الله فالجمال هو فرح أو نعيم داخلي". لقد وُلد الفنّ الإسلامي وسط مساحة جغرافيَّة حيث التقاليد الفنيَّة للشعوب القبليَّة لم تكن معروفة كثيرًا. منذ البداية، احتوى هذا الفنّ كلَّ أوجه الحياة اليوميَّة للأشخاص. غير أنَّ طبيعته تحتوي على العديد من النظريَّات والمبادئ وذلك نظرًا للامتداد الجغرافي وللثقافات الموجودة في المجتمعات ذي الغالبيَّة المسلمة منذ الهجرة وحتى يومنا هذا.

سابقسابقمواليموالي
استقبالاستقبالاطبعاطبع التنسيق: دومينيك آفون أستاذ في جامعة لومين, فرنسا إسناد - غير تجاري - غير قابل للتغييرتم إنجازه بواسطة سيناري (نافذة جديدة)