Polémique entre al-Ghazâlî et les qadi-s almoravides

« وقال قاضي الجماعة أبو عبد لله محمد بن حمدین القرطبي: إن بعض من یعظ ممن كان ینتحل رسم الفقھ، ثم تبرأ منھ
شغفا بالشرعة الغزالیة، والنحلة الصوفیة، أنشأ كراسة تشتمل على معنى التعصب لكتاب أبي حامد إمام بدعتھم، فأین ھو
من شنع مناكیره، ومضالیل أساطیره المباینة للدین?! وزعم أن ھذا من علم المعاملة المفضي إلى علم المكاشفة الواقع بھم
على سر الربوبیة الذي لا یسفر عن قناعھ، ولا یفوز باطلاعھ إلا من تمطى إلیھ ثبج ضلالتھ التي رفع لھم أعلامھا، وشرع
أحكامھا »
« قال أبو بكر الطرطوشي: شحن أبو حامد الإحیاء بالكذب على رسول لله صلى لله علیھ وسلم، فلا أعلم كتاباً على بسیط
الأرض أكثر كذبا منھ، ثم شبكھ بمذاھب الفلاسفة، ومعاني رسائل إخوان الصفا، وھم قوم یرون النبوة مكتسبة، وزعموا أن
المعجزات حیلٌ ومخاریق. »
قال الغزالي عن علماء عصره:
 » وأما الآن فقد قیدت الأطماع ألسنة العلماء وخنقتھم فسكتوا ،وإن تكلموا لم تساعد أقوالھم أفعالھَم ،ففساد الرعیة بفساد
الملوك ،وفساد الملوك بفساد العلماء ،وفساد العلماء باستیلاء حب الجاه والمال ،وھذه ھي الدنیا من استولى علیھ حبھُّا لم
یقدر على الحسبة (أي الأمر بالمعروف والنھي عن المنكر) على الأراذل ،فكیف على الملوك والأفاضل . »