مقدمة
بعد المجزرة التي حصلت في السابع من كانون الثاني من العام 2015 في مقرّ مجلة شارلي إيبدو الفرنسيَّة، اجمعت الوسائل الإعلاميَّة، أقله في اللحظات الأولى للحادثة، أنَّ الفكرة التي تقف خلف هذه المقتلة هي الرسوم التي نشرتها المجلة عن نبي الإسلام. هذا المعطى أعيد استعماله مرتين في الماضي القريب: في العام 2001، عندنا فجرّت حركة طالبان الأفغانيَّة بالديناميت تماثيل بوذا باميان ؛ وفي 2005-2006 إبَّان أزمة الكاريكاتور . هناك العديد ممَّن يعتقد، في المجتمعات ذات الغالبيَّة المسلمة وغيرها، بأنَّ المبادئ الخاصَّة بالصورة وبالفن في التقليد الإسلامي[1] ، تقول بضرورة تحطيم هذه الصور، وهو بالتالي تقليد معادي للصورة[2] . حتى في بعض الأوقات يمكننا أن نلاحظ انها مسألة فوبيا من الصورة او الأيقونة[3] . غير أنَّ علاقة الإسلام، كدين وكحضارة، بالصورة او بالأيقونة، هي أكثر تعقيدًا من ذلك.
إذا ركزنا التحليل على المواقف السُنيَّة من الصورة، يمكننا تمييز مقاربات ثلاث: الموقف الذي تتضمَّنه القرآن و الأحاديث[4] الأكثر تردادًا؛ إعادة تأويل النصوص المؤسّسة من ضمن الإطار المعاصر حيث الصورة تأخذ مكانًا مميزًا؛ التصويرات التي تمثّل نبي الإسلام.