لقد صرحوا، في هذا المعنى، بعدد من المقولات الدنيئة التي تشهد على ضعف إيمانهم والنقص الذي يعانون منهم على مستوى
التأكد من عقيدتهم. وقد أكدوا أيضًا على أنهم هجرتهم لم تكن في سبيل الله، ولا في سبيل النبي، بل لأنه يريدون أن يصلوا بشكل
مباشر إلى أرض تتناسب وأطماعهم. ولأنهم لم يجدوا ما كانوا يتوقعون، فقد قرروا أن يلعنوا أرض الإسلام ونبلائه. وقد هاجموا
وشتموا أيضًا من كان سببًا في هجرتهم. في المقابل، هم قاموا بتمجيد أرض الكفار وسكانها، معبرين عن ندمهم لهجرانها. أحدهم
حتى رفض أن يهاجر باتجاه أرض الإسلام، التي هي هذه الأرض حماها الله: “هنايلجأ أناس من هناك، في حين من هنا علينا أن
نهاجر باتجاه الهناك”. آخر قال: “إذا أتى أحدهم من الكاستيل إلى هذه الأرض، فإننا سنذهب إليه من أجل الطلب إليه أن نذهب
لعنده، أي باتجاهأرض الكفار”. آخرون اختاروا أن يسلكوا سبيل الخداع من أجل العودة إلى أرض الكفار والدخول من جديد إلى
عقيدة هؤلاء الناس…