وم وصولي بالذات، تم قرار العقوبة بحق أحد المحتجزين السيء الحظ: فتم تعريته من خصره إلى الأعلى، بطنه وُ ضع علىآلة
التعذيب، رجليه متدليتين ويديه في الاتجاه المعاكس لهما، وتم ربط رجليه بوتدين وكذلك يديه، أما الهيئة (التي تأمر بفعل التعذيب)
موجودة خلفه تقوم بضرب تركي ضخم الذي يقوم بدوره بضرب هذا المعتقل بكل قوته بواسطة حبل وذلك على ظهر هذا المعتقل
الفقير…ثم يأتيالحلاق فيقوم بفرك ظهره الممزق من شدة الضرب بالخل القوي والملح وذلك من أجل أن يعيد الإحساس إلى جسد
هذا الفقير ومن أجل منع الغرغرينا من أخذ مجراها في الجسم.
أما أنا فقد وجدت نفسي مساقًا بكل قوة لفترة24ساعة من دون أن نرتاح لبرهة… في هذا الوقت لم نكن نسمعإلا الصراخ لهؤلاء
السيئي الحظ الذين يذرفون الدماء من شدة خبط الجلد المميت الذي كانوا يتلقونه… وحين أحد هؤلاء المعتقلين البؤساء يتقهقر على
آلة التعذيب، كانوا يلقون به في البحر وكأنه قذارة.
وكوني جريحًا من إحدى المعارك البحرية، فقد أخذوني إلى قعر السفينة،ولكثرة عدد الجرحى بقيت ثلاثة أيام من دون أن يتم
تضميد جراحي إلا بقليل من الماء الموضوع على الشاشة فقط من أجل إيقاف نذيف الدم وذلك دون أي تضميد أو دواء. كان
الجرحي يأنون كالذباب في قعر هذه السفينة حيث كانت الحرارة خانقة لا تطاق إضافة إلى رائحة قذرة رهيبة.وقد تم إخراجي من
هناك، إضافة إلى آخرين، بواسطة شباك معلقة برافعات وكأننا حيوانات.