بيار بايل، شروحاتفلسفية حول عبارات يسوع المسيح

يقولون أنهليس هناك من طاعون أخطر في دولة ما بقدر تعددية الأديان، لأن هذا الأمر يضع موضع الانقسام الجار مع جاره،
والآباء مع أولادهم، والأزواج مع زوجاتهم، والأمراء مع رعاياهم.أجيبأن هذا الأمر لهو أكبر حجة من أجل التسامح؛لأنه، إذا
كانت التعددية الدينيةتسيء إلى دولة ما، ذلك لأنه هناك ديانة لا تريد أن تكون متسامحة مع الديانة الأخرى، بل التخلّص منها من
خلال الاضطهادات.هينك ميهي بريما مالي لابس (hinc mihi prima mali labes) [عبارة لاتينية تعني] “هكذابدأت
الانزلاق باتجاه الشرور”، هنا أصل كل شرّ .لو كان لكلشخص التسامح الذي أدافع عنه، فإنه سيكون له ذات الشروط في دولة
حتى ولو كانت مقسومة إلى10دياناتأو في مدينة حيثيتساكن فنانون من كل شكل.كل ما يمكن أن يحصل، وجود منافسة
شريفةفيما بين هذه الأديان حول من من بينها يسجل درجة التقوى الأهم، أو في العلم أو في الأخلاق الحميدة.كل منها ستجهد من
أجل أن تبرهن أنها أكثر صداقة مع الله،وذلك من خلال إظهارها تمسكهابممارسة الأعمال الجيدة؛ وهي ستجهد أيضًا فيما بينها
من أجل إظهار تعلق أكبر بالوطن، إذا كان السيد يقوم بحمايتها كلها، ويتعامل معها على قدم العدل والمساواة.وعليه، يبدو من
الجلي ّ أن منافسة جميلة كهذهستكون سببًا لعدد لا متناهي من الحسنات؛ وبنتيجة ذلك، فإن التسامحهي الأمر الأكثر نقاوة لتجلب
إلى العالكالعصر الذهبي، وأن تكون في أساس تناغم وتعاونأصوات وآلات متعددة النغمات، هي ستكون بغاية الروعةمقارنة
بالصوت الواحد. ما الذي يمنع إذنهذا الحفل الجميل المؤلف من عديد من الآلات والأصوات والنغماتالمختلفة الواحدة عن
الأخرى من أن تحصل؟ الذي يمنع ذلك هو أن واحدة من هذه الدياناتتريد أن تمارس طغيانًا قاتلا ً على النفوس، وتجبر الآخرين
أن يضحوا بضميرهم؛ مايمنع هذا الأمر أيضًا أن يقوم الملوك بإثارة هذا التمييز الظالم بين الديانات، ويتركون لعدد من الرهبان
والإكليريكيين ذراعهم الزمني من أجل ممارسة هذا الطغيان. بكلم واحدة أقول أنعدم الانتظام والفوضى يأتيان ليس من التسامح
بل من اللا-تسامح.