العلوم والأديان في القرنين التاسع عشر والعشرين

خاتمة

يشكّلُ نجاح عقيدة الخلقيّة في الولايات المتّحدة لُغزًا لمعظمِ الأوروبيّين. وينبغي لربما أنّ نرى وراء هذا النجاح إرادة إكتشاف جذورٍ دينيّةٍ يبدو أنّ الحداثة أعادة النظر فيها. وقد يبدو لويليام جينيغز بريان أن يظهرَ هنا كنموذجٍ لهذا الموقف. إذ يعتبِرُ أنّ أمريكا في خطر: أيّ أنّ التمدّن، والتصنيع وطرق الحياة الجديدة تؤثّرُ سلبًا كما يعتقد في الهويّة التقليديّة وفي فكر الولايات المتّحدة الدّيني (راجع، كتابهُ الشّهير American way of life). وهكذا، ينبغي أن نبحث عن مفتاح معارضته لداروين للبحث في هذا الشعور بهويّةٍ مهدّدة. بالنّسبة إليه، ينتمي الإيمان البروتستانتيّ التقليديّ، الّذي يبدو أنّ داروين يعرّضه للخطر، إلى الهويّةِ الأميركيّة ويندمج حتّى فيها: أيّ أنّ الكتاب المقدّس قيمةً وطنيّةً وليس فقط دينيّة. فها هو يقولُ خلالَ محاكمة سكوبس بصوتٍ عالٍ: "لا نشكّلُ بلدًا وثنيًّا".

بالطّبع، تتعلّق المجادلات الّتي تسبّبت بها نظريّات داروين بالعلوميّة. ولكنّها تهتمّ أيضًا، بقدرِ ما تطاوِلُ الهويّة الّتي يدافع عنها الفاعلون الأساسيّون، بالسوسيولوجيا وحتّى علم النفس الإجتماعي.

السابقالسابقالتالي التالي 
استقبالاستقبالطبع طبع  التنسيق العام: دو مينيك آفون، أستاذ في جامعة ماين (فرنسا) إسناد - غير تجاري - غير قابل للتغيير تم إنجازه بسيناري Scenari (نافذة جديدة)