العلوم والأديان في القرنين التاسع عشر والعشرين

مقدمة

من الصعب أن تموت الأساطير. فالفكرة القائمة على وجود تعارضٍ قويٍ بين العلم والدين والتي كونت في حقبةٍ قلما كان الأطباء خلالها أكيدين من مكانتهم المركزية في المجتمع، بقيت راسخة داخل التصور التقدمي لعلمٍ من شأنه أن يخفف من حدة الإيمان التعتيمي والخرافات. وصورة القرن الثامن عشر الفاتح تم تدعيمها عن طريق إبراز علماء وظفوا جهودهم لبناء الجمهورية الصحية وبفضل علمنة المؤسسات الإستشفائية[1] وإلغاء صفة القداسة لعملية الشفاء. ويفسر تعميم التطبيب[2] وتطوره بالتناغم مع العلمنة الترسيمة التي برزت في الخطاب السائد في نهاية القرن التاسع عشر. بيد أن أبحاث المؤرخين التي تعود إلى سنواتٍ عديدةٍ، خصوصاً تلك التي تهتم بالكثلكة الفرنسية أظهرت أنّ الطب والدين كانا في حالةمواجهة ومشاركةٍ في آنٍ.

  1. الطب الصحي

    مجموعة ممارساتٍ طورت بهدف تعزيز طبٍ حافظ يأخذ بالاعتبار جميع العناصر الخارجية التي من شأنها أن تؤثّر في الصحة كالهواء والضوء والإسكان والتغذية. وفي نهاية القرن التاسع عشر، اقترن هذا التحرك خصوصاً باكتشافات باستور (Pasteur) وولّد طباً اجتماعياً وسياسياً بارزاً.

  2. طب يكتفي بالمراقبة ويقل تدخله للمعالجة

    ممارسة تقتصر على التدخل القليل في الجسم لتتمكن الطبيعة من العمل بنفسها.

السابقالسابقالتالي التالي 
استقبالاستقبالطبع طبع  التنسيق العام: دو مينيك آفون، أستاذ في جامعة ماين (فرنسا) إسناد - غير تجاري - غير قابل للتغيير تم إنجازه بسيناري Scenari (نافذة جديدة)