السياسة والدين وبناء الدولة (القرن11 -16 / 19)

مقدمة

وافقت جمعية مواطني مدينة جنيف، في 21 من مايو 1536، على اعتناق الإصلاح[1] ووضعت بهذا حدا لعملية استقلال سياسي وديني بدأت في بداية القرن السادس عشر. انتشرت الأفكار التي استوحاها مارتن لوثر[2] (1483-1546) عبر الإمبراطورية الرومانية الجرمانية المقدسة مدركة شيئا فشيئا باقي الامبراطورية. تنوعت المبادئ اللوثرية، تحت تأثير دعاة مختلفين، وأدت إلى تيارات لاهوتية متنوعة. أثرت أفكار غيوم فارل[3] (1489 -1565) وجون كالفن[4]، بجنيف، في الممارسات الدينية الجديدة. بالنسبة لسكان جنيف، يوافق التغيير الطائفي على الانقسام مع الكنيسة الرومانية ويتزامن مع نهاية تبعية المدينة السياسية للأسقف-الامير[5] ولدوقية السافوا. على الرغم من هجمات السافوا بهدف الاستيلاء والسيطرة على الإقليم الجونيفي والتي استمرت طوال القرن السادس عشر، أصبحت جنيف مستقلة بصفة نهائية في سنة 1536. إذا كانت عمليات التحرير الطائفية والسياسية تبدو كل واحدة منها مستقلة عن الأخرى، إلا أن تزامنها ليس من قبيل الصدفة وتأثيرها على البنيات المؤسسية قابل للقياس بتسليط الضوء على القطائع واستمراريات الممارسات القانونية والسياسية.

Carte de l'État Savoyard © SA, ESO Le Mans, CNRS, 2012
  1. اإلصالح

    حركة دینیة تھدف ٕالى ٕاقامة ممارسة الدین المسیحي وفقا للمبادٔي الكنیسة الأولیة كما تعرفھاالأناجیل. ابتداء من ٔافكار مارتن لوثر المعارضة وتحث تحریض ٔاشخاص مثل ھولدیخ زوینجلي وھاینرش بولینجر )١٥٧٥- ١٥٠٤، المصلح الذي خلف زوینجلي زیورخ( ٔاو جون كالفن، فإن حركات ٕاصالح الكنیسة انتشرت خلال النصف الأول من القرن السادس عشر وقادت ٕالى عدد كبیر من النزاعات الدینیة في ٔاوروبا.

  2. مارتن لوثر

    لاھوتي، ٔاستاذ ورجل كنیسة ٔالماني. عضو ٔاخویة الأغوسطیین، تمرد مبدئیا لأسباب لاھوتیة وصوفیة ضد الكنیسة الكاثولیكیة الرومانیة مؤكدا على ٔاولویة الكتاب المقدس والإیمان. رمز تمرده ھي نشر خمس وتسعون "ٔاطروحة" جدیدة في سنة ١٥١٧؛ یعتبر ھذا التاریخ كبدایة لإلصالح. ظھرت كتاباته الرئیسة في سنة ١٥٢٠؛ وانتشر فكره في جمیع ٔانحاء ٔاوروبا. لكن تأصل بصورة ٔاساسیة في ٔاراضي الإمبراطوریة الرومانیة الجرمانیة المقدسة. ركزت اختالفاته مع روما على مجانیة النعمة الإلھیة وعلى مفھوم العشاء الأخیر. تحدرت منه تیارات بروتستانتیة مختلفة. في سنة ١٥٢٥، لم یدعم الفالحین الثوار الذین كانوا یعتمدون تصریحاته حول الحریة المسیحیة، كما ٔانه وعارض نزعة ٕایراسموس الإنسانیة. لقد ظل

    لوثر منذ ١٥٣٠ حتى وفاته في ١٥٤٦، مستشار العالم المسیحي البروتستانتي وقد تجاوز ذلك حدود الإمبراطوریة الرومانیة الجرمانیة المقدسة.

  3. غیوم فارل

    ولد بغاب بمنطقة دوفیني Gap، درس بباریس ابتداء من ١٥٠٩. د ّرس قواعد اللغة والفلسفة ابتداء من ١٥١٧. ینتمي لمجموعة مو Meaux ؤاصبح مصلحا، لكن تھوره المفرط ٔاوجبه مغادرة المجموعة في ١٥٢٣. التجأ فارل ٔاخیرا ٕالى بازل حیت استقبله ٔاوكوالمباد Oecolampade )١٤٨٢-١٥٣٠، اعتنق الإصالح في ١٥٢٢، ؤاصبح ٔاستاذا بجامعة بازل حیث یوعظ ویعلم الإصالح(. بعد ٕاقامته بمونبیلیار Montbéliard، لجأ ٕالى ستراسبورغ. عمل على ٕاصالح المحاكم الفرنكوفونیة في برن، من سنة ١٥٢٥ ٕالى ١٥٣٠، ثم ٔاصبح قسا بإیغل Aigle. حصل على الانخراط في الإصالح نوشاتیل، في سنة ١٥٣٠. استمر في وعظه، وشارك في ٕاصالح جنیف حیث ٔاقام بجانب كالفن ٕالى غایة ١٥٣٨. طرد من جنیف وعاد ٕالى نوشاتیل حیث واصل الوعظ بطریقة متجول. توفي بنوشاتیل في ١٥٦٥.

  4. وجون كالفن

    لاھوتي ورجل كنیسة فرنسي، نشط بصورة رئیسیة بجنیف. ولد بنوایون Noyon، درس الفنون والقانون بباریس ٔاورلیون وبورج. اعتنق الإصالح في سنة ١٥٣٣ وحرر كتابات لاھوتیة. غادر فرنسا ٕالى بازل حیث ٔانشئت لأول مرة في سنة ١٥٣٨، مؤسسات الدین المسیحي. ٔاقام كالفن بجنیف برفقة فارل، من سنة ١٥٣٦ ٕالى ١٥٣٨، وحاول ھناك فرض ٕاعادة تنظیم كنسي وفقا لمبادٔي الإصالح. استقر بستراسبورغ، في سنة ١٥٣٨ ، بعدما تم طرده من جنیف. استدعي ثانیة ٕالى جنیف في سنة ١٥٤١، استقر ھناك نھائیا ٕالى غایة وفاته في ١٥٦٤.

  5. للأسقف-الامیر٥

    تشكیل ٔامراء-ٔاساقفة في الإمبراطوریة الرومانیة-الجرمانیة، انظر، الجزء الثالث الفصل الاول.

السابقالسابقالتالي التالي 
استقبالاستقبالطبع طبع  المنسق العام : دومينيك آفون، أستاذ محاضر في جامعة لو مان في فرنسا إسناد - غير تجاري - غير قابل للتغيير تم إنجازه بسيناري Scenari (نافذة جديدة)