السياسة والدين وبناء الدولة (القرن11 -16 / 19)

إمارة بشير الثاني (1789-1840)

حكمت سلالة شهاب جبل لبنان لمدة 175 عاما. بشير الثاني الأمير يأتي في المرتبة العاشرة حسب ترتيب التعاقب. دام حكمه اثنان وخمسون عاما، تميز بثلاث فترات منفصلة تداخلت أثناءها عوامل داخلية وخارجية أدّت إلى سقوطه. ولد بشير الثاني في غزير Ghazir، فيها تلقى التعميد وألمّ بالمسحية. فقد والده في وقت مبكر وعاش طفولة صعبة بسبب زواج أمه الفوري مرة ثانية والفقر. في سن الثانية عشر، استقر بشير الثاني ببيت الدين، بالقرب من دير القمر، قلب جبل لبنان وإقامة الأمير الحاكم. نعم هناك بعطف عمه الأمير يوسف[1]. كلفه هذا الأخير بمهمة جرد ممتلكات خاله، المتوفى بحصبايا، مقر أسرة شهاب. أثمّ بشير المهمة، تزوج من شمس أرملة الأمير الراحل وعاد إلى دير القمر يملك وقد أصبح يملك ثروة. عاين حضوره في القصر معارضو الأمير يوسف، تحت قيادة عشيرة الجنبلاطيين القوية. حاول هؤلاء إغراءه للإطاحة بعمه، غير أن الشاب بشير بقي في الحياد إلى غاية حدوث الاضطرابات. عرفت الضريبة tribut زيادة مهمة، أثار بسببها جزار باشا[2]، والي عكا، انتفاضة عامة ضد الأمير الذي في الحكم. تنازل الأمير يوسف، بعدما رأى أنه غير قادر على الحكم. اختارت جمعية الأعيان المنعقدة بباروك، سنة 1788، بشير الثاني. صدّق جزار باشا على الاختيار دون التخلي عن أهدافه لاستغلال الجبل[3].

شجعت الدول الأوروبية حركات الزعماء المحليين الانفصالية من أجل بناء تحالفات مستقرة وامتلاك ذرائع للتدخل. على العكس من ذلك، عمل الباب العالي على قمع هذه الطموحات الانفصالية ومنع أية محاولة للتدخل. صدّ جزّار باشا الروس وفصل بيروت عن إمارة جبل لبنان. استقر بعكا، وعُين وال على صيدا، ثم دمشق، تمكن من تحصين هذه المناطق، ومنع أي تدخل واحتكار التجارة. أنعشت حملة بونابارت[4] على مصر، سنة 1798، أكبر الأهداف أكثرها فورية تخلص في طرد الإنجليز من المناطق الهند، وتحرير الشعوب- بما فيها العثمانية- بالتمسك بمُثل الثورة الفرنسية، والبحث عن أسواق اقتصادية ونشر "العلم". لما استدعاه الطرفين المتحاربين، اتخذ بشير الثاني موقف الحياد. الوحدة حاضرة في المقام الأول ويحبط جميع الدسائس التي بإمكانها زرع بذور الانقسامات، لاسيما بين الدروز والموارنة[5]. يغلب ولاءه اتجاه السلطان على ميولاته الخاصة تجاه الفرنسيين. فسح المجال للتعزيزات العثمانية التي قادها الوزير الأكبر يوسف ضيا بين 1789 و1805 في أقاليمه، سهر على إمداداتها دون التغافل عن إغداق هذه الشخصية بهدايا وفيرة، وحصل على دعم العميد البحري سيدني سميت[6]، قائد الأسطول البريطاني في البحر الابيض المتوسط. أثار جزار باشا ضده أمراء منافسين من أسرته، لاسيما أبناء الامير يوسف وعزلوه تعسفا خمس مرات، لكن دون جدوى (1791-1793، 1795، 1799، 1799-1801). حجبت وفاة الجزار سنة 1804 خصما داخل الإدارة العثمانية نفسها.

نجح بشير الثاني، إثر ذلك، في عقد صداقة دائمة مع سليمان باشا[7]الوالي الجديد لعكا، الذي سمح له بكسب مكانة تجاوزت المكانة الإقليمية. كلفهم السلطان، ليحاربوا جنبا إلى جنب ضد الوهابيين[8] الذين هاجموا دمشق في سنة 1810. كافأه سليمان بتعيينه "أمير جبل لبنان" مدى الحياة. سمحت فترة الاستقرار هذه، للأمير بالتباري مع الباشاوات الجيران، تثبيت سلطة أدخل عليها إصلاحات ومركزية، ومحررة من سيطرة وامتيازات المقاطعجية. جمع حوله كل الاطراف وربط البقاع والمدن الساحلية، من طرابلس إلى صيدا بجبل لبنان. على طريق القوافل التي تربط دمشق عبر صيدا، شيد قصر بيت الدين في سنة 1806، مركز سلطة فعلي يظم محمكة ومجلسا وتكنة واسطبلات واستفاد من شبكات المياه الصالحة للشرب.

Palais de beiteddine

جذب السلام والتسامح اللذان سادا بجبل لبنان الأقليات المضطهدة في الداخل السوري. فرّ العديد من المسيحيين، وخاصة الإغريق الملكيين[9]، من الهيمنة الوهابية في منطقة دمشق، وصعود التعنت المدعوم من قبل العثمانيين اتجاه الذميين[10]، لحشد الساكنة تصديّا للوهابية. ما يقارب من أربعة مائة أسرة درزية بجبل العلا، في شمال حلب، أيضا ضحايا هذه الحمى السياسية-الدينية، استقرت في الجبل بمصاريف اقتسمها كل من الأمير والشيخ بشير جنبلاط[11]. ومع ذلك، وبناء على أمر من بشير الثاني، فإن أبناء الأمير يوسف، منافسيه المباشرين، وأوصيائهم البازيين[12]، كانوا أول ضحايا تطهير قاس. أعدم الأولين وأجبر القاصرين على الإقامة بكسروان متخلصا من أذاهم : عيون منفقئة وألسنة مقطوعة وممتلكات مصادرة. جرّد النجديين،[13] مقطعجي دير القمر وانتزع منهم مناطقهم لصالح أفراد أسرة شهاب. بتخلصه من خصومه الرئيسين، قاد الأمير سياسية إصلاحية ترمي إلى جعل إمارته جنين دولة (انظر الرابط).

القانون موحد. فرضت الشريعة والتي تشير هنا إلى مجموعة قانونية مرتبطة بالسنة، معهودة لدى الموارنة منذ القرن الثامن عشر بفضل الأسقف رجل القانون عبد الله كرالي[14] Carali. صادق الكرسي الرسولي، بعد استشارته، على هذه الممارسات طالما أنها لا تتناقض مع المذهب الكاثوليكي (انظر الرابط). أسس بشير الثاني محكمتين الأولى بدير القمر، والأخرى بغزير، يرأس الأولى قاض درزي، والأخرى ماروني. القضاة مؤهلون وخبراء في جميع المسائل ويعرفون كل الدعاوي القضائية، بغض النظر عن دين الأطراف المتقاضية. أبقى الأمير قضاة السلام الذي عهد بمهامهم لزعماء القرى. لعبت محاكم المقطعجيين دور محاكم الاستئناف التي يجب عليها الرجوع إلى المحكمة العليا لبيت الدين. أكتسب الأمير سمعة قاضي متصلب وغير منحاز لتطبيق النظام. يتوهم المسافرون وفقا للاسطورة أنهم يمشون مرافقين بظل الأمير الذي يشار إليه بلقب أبي سعدة وهو اسم ابنته الكبرى، لأن العادة الشرقية توصي الأب باتخاذ اسم الابن الأكبر. إن الصيد الأميري للحجل بالصقور، الذي يتم سنويا في يناير أو فبراير، يتيح للأمير الفرصة لتفقد أقاليمه.

لقد حذا بشير الثاني حذو السلطان العثماني أو والي مصر، باتخاذه إجراءات صحية من أجل مكافحة الأوبئة ودفع مرشحين إلى دراسة الطب بمصر. هيأ الشبكة الطرقية، قام بإنشاء القناطر، شجع التجارة، شيد الأسواق بدير القمر وزحلة وزوق. بنيت قصور لأبنائه بجوار مقر إقامته بيت الدين. يشكل الأدباء والمثقفون مجلس الأمير، يزودونه بالوصايا ويمكنهم أن يكلفوا بمهمات. تصرف بشير الثاني كمشجع منفتح تجاه الذين يضعوه في مرتبة "مستبد متنور". من بين الأكثر شهرة نجد ناصف اليازيجي ونيكولاس الترك[15] وبطرس كرامة[16] وإلياس إده[17] وحيدر شهاب[18]... لقد تركت هذه المجموعة من الكتاب لمحة إشعاع مبكر لنهضة الآداب العربية.

جبل لبنان ليست له ميزانية محددة، لكن ملزم بالميري الذي يؤديه الأمير للباب العالي عبر باشا صيدا. رغم وقوع بشير الثاني في دوامة ارتشاء المسؤولين، كان منتبها لاستقرار الجبل، فلقد حاول الحفاظ على الضريبة الثابتة في وجه جشع الولاة وعارض تطلعاتهم لتغيير قاعدة وطريقة التحصيل. قسم المبلغ الإجمالي للضريبة بين المقطعجيين بما يتناسب مع ثرواتهم المفترضة. ويتدخل الحوالين[19] لمعاقبة المتمردين، جمع المبالغ المستحقة ومنع تدخل الباشاوات. يشكل الأمير النواة الدائمة لجيش محترف يضم ألف رجل، نصف من الخيالة ونصف من المشاة، بقيادته أو بقيادة أبنائه. كان يعتمد على القوات التي يجندها المقطعجيين، مما مكنه من حشد جيش يصل إلى 20000 ألف رجل. قلّل تدريجيا من نفوذ وجهاء متعلقين بامتيازاتهم القديمة، أمثال البازيين والأرسلانيين، لكن وجب عليه التعامل مع الجنبلاطيين الذين حافظوا على سلطتهم في مناطقهم الخاصة.

حرص بشير الثاني على ألا يتيح الفرصة للباب العالي للتدخل في شؤون الجبل، لكن العبء الضريبي أدى إلى انتفاضات شعبية. واجه ثلاث انتفاضات: 1820، 1821، و 1840. عنف هذه الأخيرة وأثارها الدولية أدت إلى سقوطه. حمل التمرد المهيكل مطالبات اجتماعية اتخذت اسم العامية[20]، وهي ظاهرة جديد في الإمبراطورية العثمانية. في منعطف سنوات 1820، بمواجته انتفاضة اليونانيين وكذلك حرب مع الروس، أظهر الباب العالي رغبته في زيادة الضرائب عبر ترتيب والي عكا عبد الله باشا.[21] فرض بشير الثاني القرار على الجبليين، لكن المزارعين المسيحيين رفضوا أداء دفعة إضافية للميري، وعقدوا اجتماعيين كبيرين متتاليين بأنطيلياس ولحفيد Lehfid التي انتهت باتفاق يؤكد على التضامن الاجتماعي والدفاع عن الممتلكات العامة وانتخاب وكلاء[22] لحماية مصالحهم. انخرطوا في عملية الدمقرطة التي تجلت عبر العديد من المطالبات لاسيما للامركزية.

استنزفت القطيعة. بمساعدة بشير جنبلاط، سحق بشير الثاني الفلاحين، وحصل الضرائب غير المبررة، وعاقب الأعيان وأخضع كسروان لنظام مساحي قاس. حتى الممتلكات الكنسية مثقلة بالديون. بالكاد أصبح البلد مؤمّنا، عرض الأمير نفسه للخطر من جهة السلطان بتحالفه مع عبد الله باشا طامحا في توسيع نطاقاته على حساب جيرانه. إن تحالف باشاوات دمشق وحلب المدعوم من قبل الباب العالي والمعزز بتخلي حليفه القوي بشير جنبلاط، أجبر الأمير على الاستقالة والالتجاء إلى مصر إلى جانب محمد علي[23]. هذا الأخير دافع عن قضية الأمير لذا الباب الذي أعاد له حقوقه في سنة 1822. عند عودته، مع ذلك، أوجب شعار: "البلد صغير جدا لاستقبال بشيرين". إذا كان الأمير يمتلك شرعية مؤكدة باعتراف باشاوات دمشق وعكا المجاورين، فإن الشيخ يمتلك القوة. بدأت المعركة في أواخر سنة 1824، أولا لصالح قوات الشيخ، ثم لقوات الأمير. ترك بشير جمبلاط وزعيمين من أسرة عماد[24] الجبل. قبض عليهما ثم أعدمهم ولاة دمشق وعكا. خلف سقوط بشير جنبلاط أثار بجبل لبنان في القرن التاسع عشر.

بعدما أن تخلص من منافسه الغني والقوي، قرر بشير الثاني أن ينهي عمله الذي يتعلق بالمركزية. يندرج هجومه المضاد في إطار الصراع على السلطة، وليس في إطار النزاع الطائفي : من ناحية، فإنه لا يتصرف كمسيحي ضد الدروز، لأنه يظهر انتماءه الديني، ومن ناحية أخرى، فلقد حارب ضده عدد من زعماء خازن وحبيش ودحداح المسيحيين في صفوف الشيخ. ومع ذلك، فلقد نظر الدروز للنزاع ونتيجته بطريقة مختلفة حيث امتنعوا عن التعاون والمساهمة منتظرين انقلاب توازن القوى. بإضعاف المقاطعجيين وإخضاع المزارعين، أعاد بشير الثاني هيكلة المناطق وحكم بتسلط إلى غاية وصول المصريين.

  1. یوسف

    یوسف شھاب )١٧٨٩-١٧٧٠(، خلف عمه منصور. نجح في توحید الجزء الشمالي والجنوبي من جبل لبنان. عرفت والیته عدة اضطرابات بسبب بوادر "المسألة الشرقیة" وتمرد الأعیان مثل الجنبالطیین وجشع جزار باشا. قام ھذا الأخیر بإعدامه في مایو/ٔایار سنة ١٧٩١.

  2. جزار باشا

    ٔاحمد باشا، لقب بجزار باشا ٔاو دجزار ٔاحمد باشا )١٨٠٤-١٧٢٢( : یعود ٔاصله للبوسنة، تطوع كجندي بدیل مؤقت بالقسطنطینیة في سن السادسة عشر. ارتبط بخدمات علي باي في مصر وخاطر بنفسه في مؤامرات الممالك. فر من القسطنطینیة، ثم استقر ببیروت ودافع عنھا ضد الروس في سنة ١٧٧٢ و ١٧٧٣ قبل ٔان یفرض ھناك نفسه ویطرد ٔاسیاده الشھابیین. عینه الباب العالي والیا على عكا في سنة ١٧٨٧، لكنه تحایل ونال عدة مرات والیة دمشق. ھكذا، شدد الخناق على جبل لبنان ؤاخضعه لضریبة باھظة. فرض احتكارا )للسلالم( Echelles وخرب تقریبا التجارة

    الفرنسیة قبل حملة بونابرت على مصر. وفاة "الطاغیة" ٔاكسبه لقب "جزار boucher"، وسبب ارتیاحا كبیرا بین السكان.

  3. الجبل

    جبل لبنان ٔاو "الجبل" یعني السلسلة الجبلیة التي تمتد من مرتفعات طرابلس بالشمال ٕالى الجلیل القدیمة بالجنوب. تحت الھیمنة العثمانیة وقبل ٕانشاء والیة صیدا في سنة ١٦٦٠، كان مقسما ٕالى قسمین یفصل بینھما نھر معاملتین Maamaltain. كان الجزء الشمالي من اختصاص والیة طرابلس، والجنوبیة لوالیة دمشق. ابتداء من سنة ١٦٦٠، ٔاصبح جبل لبنان من اختصاص والیة صیدا. ض ّم األمیر یوسف الجزئیین. عرف جبل لبنان تحت العثمانیین ثالث ٔانظمة : اإلمارة، القائمقامیة والمتصرفیة. في سنة ١٩٢٠، شكل ٕالى جانب مدینة بیروت وضواحیھا النواة المركزیة

    للدولة اللبنانیة.

  4. بونابارت

    بونابرت، الذي سیصبح نابلیون األول )١٨٨٥-١٧٦٩(، شرع في "الحملة الفرنسیة" بھدف تحطیم الھیمنة الإنجلیزیة في البحر الأبیض المتوسط الشرقي والمناطق الھندیة. ھذه الحملة العسكریة لھا ٓاثار علمیة ھامة سجلت بدایة علم المصریات، لكنھا ٔایضا ٔایقظت الوعي في العالم العربي بخصوص الواقع الأوروبي في المجالات التقنیة، العلمیة، الثقافیة والسیاسیة.

  5. الموارنة

    المسیحیون المرتبطون بالقدیس مارون الذي عاش ما بین القرن الرابع والخامس، ویعتبر كمؤسس وزعیم روحي لمجموعة من النساك استقروا

    بنھر العاصي. عاش الموارنة بعد وفاته )حوالي ٤١٠( في دیر یلقنون تعالیمه وذكراه. ٔاخد الموارنة بین سنة ٧٠٢ و٧٤٢ المبادرة بانتخاب بطریركھم الخاص، في مقر ٔانطاكیة: جان مارون. یعتبر ھذا الراھب كمؤسس حقیقي للكنیسة المارونیة. ٔادان البیزنطیون )الخلقدونیون( والسریانیون )المونوفیزیون( الموارنة، كما فقدوا حمایة بزنطة التي قتلت قواتھا مئات من رھبانھم، حسب التقالید المارونیة. باشر البطریرك یوحنا مارون باللجوء ٕالى جبل لبنان. استقرت غالبیة الموارنة في الحادي عشر في الودیان الجبلیة الواقعة في الشمال. عرفت الكنیسة المارونیة، ابتداء من

    القرن الثالث عشر، مشاركة وتواصل كاملین مع روما : حضر بطریركھا المجمع الرابع لأتران سنة ١٢١٥.

  6. سیدني سمیت

    ١٨٤٠-١٧٦٤) (، حارب تقریبا طیلة حیاته ضد البحریة الفرنسیة، ومنع بونابرت من االستیلاء على عكا. اشتغل كذلك في الدبلوماسیة، بتوسط ٔاخیه عین سفیر انجلترا بالقسطنطینیة، وذلك من ٔاجل عرقلة ٔاي تقارب بین فرنسا والإمبراطوریة العثمانیة. دعم بشیر الثاني وساعده على استعادة السلطة بعد نفیه في مصر. انسحب ٕالى باریس وتوفي بھا.

  7. سلیمان باشا

    ١٨١٨-١٨١٠) ( خلف جزار باشا والیا على صیدا، انظم ٕالى بشیر الثاني وحاول ٕالى جانبه السیطرة على والیة دمشق. حولیات الفترة ٔاكدت على تعلقه بالعدالة.

  8. الوھابیین

    حركة سیاسیة-دینیة دعمھا محمد بن عبد الوھاب )١٧٩٢-١٧٠٧(. ولد عبد الوھاب بنجد، وسافر ٕالى ٕایران وبلاد الرافدین، واستقر بشبه الجزیرة العربیة، حیت وعظ ؤالف كتابا یحمل عنوان "كتاب التوحید". صدم نشاطه السكان الشیعیین. ٔابرم مع محمد بن سعود وھو زعیم قبیلة، في سنة ١٧٤١، میثاق یتعھد وفقه الأمیر والعالم لاعلاء "كلمة الله"، ٔاي التنفیذ المطلق ألحكام القانون )الشریعة(. سعت الوھابیة ٕالى بناء دولة مبنیة على ٕاسلام ٔاول خالص من كل شابه، بھد ذلك، من فكر وطریقة عیش دخیلین. باشر الأمیر عبد العزیز سعود في تحقیق ھذه الدولة. شن ھجومات داخل الإمبراطوریة العثمانیة في سنة ١٧٩٩، اكتسح كربلاء في ١٨٠٢، ومكة والمدینة في ١٨٠٣، وھدد دمشق في ١٨١١. منح السلطان في ھذه الاثناء الدعم لمحمد علي لمحاربة الوھابیة. دامت حملة محمد علي في شبه الجزیرة العربیة سبع سنوات وسمح إلبراھیم باشا باكتساح داریا مركز الوھابیة بدون القضاء على ھذا التیار.

  9. الإغریق الملكیین

    كنیسة الیونانیین الملكیین انفصلت عن البطركة الیونانیة الأرثوذكسیة وانضمت لروما في ٕاطار حركة "البابویة uniatisme" التي روجت لھا البعثات الكاثولیكیة في بدایة القرن السابع عشر. ٔاول بطریرك ملكیي، كریلّس الدمشقي، انتخب في سنة ١٧٢٤، وحصل على طیلسمان كعالمة تواصل مع الكنیسة الكاثولیكیة في سنة ١٧٤٤. ینتمي المؤمنون الأوائل ٕالى عائالت غنیة وزراعیة استقرت بجبل لبنان في ٔامن من الاضطھاد الذي ٔاثاره التسلسل الأرثوذكسي. سھل الأمراء الشھابیون استقرارھم ونجح البطریرك مظلوم في الحصول على وضعیة ملّي millet لطائفته. سمح ھذا الاعتراف للمؤمنین لتوسع في بلدان الشرق الأوسط حیث بلغ عددھم في بدایة القرن الحادي والعشرین، ٤٥٠٫٠٠٠ فردا، وتقریبا نفس العدد لدى الدیاسبورا. یتم الاحتفال بالقداس وفقا للطقس البیزنطي في اللغات العربیة واإلغریقیة. لرئیس األساقفة مقر بدمشق، لكنه یقیم بلبنان ویحمل لقب بطریرك ٔانطاكیة وسائر شرق الملكیین، والقدس والإسكندریة. تشمل سلطته جمیع المؤمنین المنظمین في الأبرشیات والأسقفیات. دیموغرافیا، یشكل

    الإغریق الملكیین، في لبنان المعاصرة، ثلث الطائفة المسیحیة ونجدھم في جمیع مستویات السلطة.

  10. الذميين

    یمثلون في الإسالم "ٔاھل الكتاب" ٔاي المسیحیون والیھود بالاساس، الذین تلقوا في ٕاطار بنیات الدولة التي تدیرھا سلطة ٕاسالمیة، وضعیة اعتراف وحمایة في مقابل وضع قانوني ٔاقل من وضع المسلمین ووضع مالي ممیز بدفع ضریبة مزدوجة : ضریبة الجزیة وضریبة الخراج.

  11. بشیر جنبالط

    بشیر جنبالط )١٨٢٥-١٧٧٥( ٔاحد الزعماء الدروز الأكثر قوة والأكثر غنى في عصره. ٔاشركه بشر الثاني في ٔاجھزة ٕادارة جبل لبنان ٕالى غایة ١٨٢٣. ابتداء من ھذا التاریخ، اختار الشیخ حزبا ٓاخر. قادت العداوة، ٕالى نزاع مسلح خرج منه الأمیر منتصرا. ھرب الشیخ ٕالى حوران، لكن باشا دمشق ٔالقى علیه القبض، ثم سلمه لنظیره عبد الله باشا عكا. ٔاعدمه ھذا الأخیر خنقا بناء على طلب محمد علي في ١١ ینایر ١٨٢٥.

  12. البازیین

    جرجس باز )١٨٠٢-١٧٦٨(، موھوب بشخصیة قویة، تمكن جرجس باز من عقد عالقات جیدة مع ٔاصحاب السلط المحلیین العثمانیین، بما فیھم جزار باشا. عندما قتل ھذا الأخیر الأمیر یوسف، ٔاصبح جرجس باز الوصي والمستشار لأبنائه. بعد كفاح مریر على السلطة، اتفق الباز مع منافسه بشیر الثاني من ٔاجل تقاسم حكومة جبل لبنان. ھكذا، حكم الأمیر الشوف ؤابناء الأمیر یوسف جبیل. احتفظ الباز لنفسه بوظیفة المستشار الأول الأمیر. ٔاثار الاتفاق حفیظة جزار باشا ومنافسین ٓاخرین غیورین دبروا ونظموا اغتیاله ٕالى جانب ٔاخیه عبد الأحد في سنة ١٨٠٢. عانى ٔابناء الأمیر یوسف من اعتداءات عنیفة : فقئت ٔاعینھم، وقطعت ٔالسنتھم ؤاصابعھم ؤاجبروا على الإقامة بدارون، في كسروان.

  13. النجدیین

    ٔابو نكد "Abou Nakad" ٔاسرة درزیة وجیھة من ٔاصل عربي من قبیلة تغلب. كان النجدیون قد شاركوا في غزو المغرب الكبیر ورافقوا الفاطمیین في مصر وفي سوریا الشمال حیث اعتنقوا المذھب الدرزي. وفقا لبعض المصادر، ٔاخذوا كذلك نصیب في المعارك ضد الفرنجة. ٔاصبحوا مع سلالة شھاب ٔاسیاد )مقاطعجیین( لمنطقتین : المناصف، حیث یوجد دیر القمر مقر الأمیر، والشحار. شكلوا قوة متوسطة یمكن ٔان ترجح كفة المیزان لصالح الجنبالطیین ٔاو للیزبكیین. تحالفوا مع الأمیر یوسف في صراعه مع جزار باشا. ٔاضعفھم بشیر الثاني بدایة في مشروعه حول المركزیة ابتداء من ١٧٩٧. استعادوا قوتھم بعد نفي الأمیر، وشاركوا بنشاط في النزاعات الدرزیة-المارونیة لسنوات ١٨٤٠ رغبة في استعادة

    امتیازاتھم.

  14. عبد االله كرالي

    عبد الله كرالي )١٧٤٢-١٦٧٢(، ولد بأسرة میسورة بحلب، المدینة المزدھرة في ذلك الوقت. درس الفلسفة الى جانب بطرس التولاوي (Toulawi Pierre)  والقانون ٕالى جانب فقھاء مسلمین مشھورین. ٔاسس مع ثالثة من رفقائه ٓاخرین النظام اللبناني الماروني في سنة ١٦٩٥. حرر القاعدة الأولى وكتاب الروحانیة المسمى "مصباح الرھبنة"، حیث جمع التجربة وحكم ٔاكبر الزعماء الروحانیین في الشرق والغرب. حرر كتابین في القانون ٔاعتمدھما الموارنة كقانون یقربھم من المسلمین الذین یتعاملون معھم.

  15. ونیكولاس الترك

    نیكولاس الترك )١٨٢٨-١٧٦٣(، له ٔاب یعود ٔاصله ٕالى القسطنطینیة، استقر بدیر القمر. دخل نیكولاس في خدمة بشیر الثاني، نفذ عددا من المھمات في مصر، لاسیما في غضون حملة بونابرت. ترك كتابین تاریخیین الأول منھما یتعلق بونابرت. ترجم دیغرانج Desgranges نصفه ٕالى الفرنسیة، والنصف الآخر لم ینشر. وكذلك الشأن فیما یتعلق بتاریخ جزار باشا، فإنه لم ینشر بالمرة. كما ٔانه ترك مجموعة شعریة، نشرت بعد قرن ونصف.

    تعكس ھذه المجموعة بعض ٔاوقات حیاة القصر وبعثات مھمة تقلّد بھا الشاعر-المستشار والسفیر.

  16. بطرس كرامة

    بطرس كرامة )١٨٥١-١٧٧٤(، ینحدر من ٔاسرة وجیھة من حمص Emèse، اعتنق الكاثولیكیة، عندما غادر جبل لبنان للھرب من ملاحقات

    الإغریق الأرثوذكس. ٔاقام بطرس كرامة علاقات مع نیكولاس الترك الذي قربه من بشیر الثاني في سنة ١٨١٣. ٔاصبح وزیره المطیع ونفى نفسه معه. توفي بالقسطنطینیة في سنة ١٨٥١. ترك مجموعة ٔاشعار.

  17. ٕالیاس ٕاده

    ٕالیاس ٕاده )١٨٢٨-١٧٤١(، ولد بإده في مقاطعة جبیل. خدم ھذا الشاعر بالتتابع الأمراء الشھابیین یوسف وبشیر الثاني، وكذلك جزار باشا الذي تخلى عنه بسب قسوته. ترك مجموعة شعریة نشر منھا عددا من المقاطع.

  18. حیدر شھاب

    حیدر شھاب )١٨٣٥-١٧٦١(، ترك حولیة تاریخیة في ثالث ٔاحجام، تمتد من ٦٢٢ ٕالى غایة ١٨٢٧. كرس المجلد الأخیر لسلالته، ھذه الحولیة مھمة، عبارة عن عمل جماعي ٔاعطاه حیدر شكله النھائي. ٔاخبر فیھا عن حقائق سیاسیة ٔاوروبیة، لاسیما الثورة الفرنسیة، مع ذلك لم یھتم حیدر بالسیاسة.

  19. الحوالين

    عملاء الأمیر مكلفون بضرائب الباب العالي.

  20. العامیة

    یصف ھذا المصطلح الحركات الریفیة التي عرفھا جبل لبنان في القرن التاسع عشر. تجلى تجمع الفالحین عبر مطالبات اجتماعیة مقننة في مظاھرات مجدت الدفاع عن المصلحة العامة، ٕاذا لزم الأمر القوة. تكررت ھذه الانتفاضات في ١٨٤٠ ،١٨٢١-١٨٢٠ و ١٨٥٩-١٨٥٨.

  21. عبد الله باشا

    باشا عكا ثم صیدا )١٨٣٢-١٨١٩(، قاد سیاسة ضریبة قاسیة تجاه جبل لبنان، زاد بشكل مستمر في الضرائب ؤاثار انقسامات بین الأعیان. اعتمد موقف التمییز اتجاه المسیحیین. ٔالقى علیه القبض ٕابراھیم باشا بعد سقوط عكا في سنة ١٨٣٢ ؤارسل ٕالى مصر، استقبله محمد علي بكل حفاوة قبل ٔان یغادر ٕالى القسطنطینیة.

  22. وكلاء

    وكیل، مفوض سلطة ٔاو جمعیة.

  23. محمد علي

    محمد علي )١٨٤٩-١٧٦٩(، ذو ٔاصل ٔالباني، ٔاسس سلالة الخدیوي التي حكمت مصر بین ١٨٠٥ و١٩٥٢. بعدما سحق الممالك، حاول ٕادخال ٕاصالحات في جمیع القطاعات. تعاون مع السلطان العثماني في صراعاته ضد الوھابیین واالستقلالیین الیونانیین. حكم فلسطین وسوریا بین ١٨٣٢ و ١٨٤٠ وكان یظن ٔانه سیعوض خسائره في الیونان وسیقیم مملكة عربیة. جذب له ھذا المشروع عداء مفتوحا مع السلطان. استفاد ھذا الأخیر من تمرد ١٨٤٠ ودعم القوى الأوروبیة الموقعة على معاھدة لندن في یولیوز سنة ١٨٤٠، لطرده من المجالات التي استولى علیھا، وبمنحه مع ذلك لقب وراثي على مصر.

  24. ٔاسرة عماد

    ٔاسرة ٔاعیان دروز استقرت بجبل لبنان. شارك ٔافرادھا في معركة عین دارة في سنة ١٧٢٢ ٕالى جانب الشھابیین. تر ٔاس الشیخ عبد السلام عماد )توفي في ١٧٨٨( الحزب الیزبیكي المعارض للجنبلاطیین. تعاون الشیخ خطار مع عمر باشا وقاد ھجوم ضد زحلة في سنة ١٨٦٠.

السابقالسابقالتالي التالي 
استقبالاستقبالطبع طبع  كرم رزق, أستاذ التاريخ في جامعة الروح القدس - الكسليك (لبنان) إسناد - غير تجاري - غير قابل للتغيير تم إنجازه بسيناري Scenari (نافذة جديدة)